تحدث الممثل محمد علي النهدي في هذا اللقاء عن مشاركته في السلسلة الكوميدية «بنت ولد» على قناة «التونسية» وهي مشاركة اعتبرها ناجحة وكشف في ذات الوقت عن مشاريعه الابداعية الجديدة موجها في ذات الوقت نداء الى السيد لطفي زيتون المستشار السياسي لرئيس الحكومة حول حرية التعبير وهذه الحصيلة: كيف جاءت فكرة المشاركة في سلسلة «بنت ولد»؟
كنت منهمكا في إعداد المراحل الأخيرة لعملي المسرحي الجديد «الزمقري» بعد عرض أولي خاص أمام حوالي مائة متفرج...كانت الانطباعات جيدة وهو ما شجعني على مزيد العمل لأجل كسب الرهان في هذه المسرحية جاءني إتصال من الشركة المنتجة ل «بنت ولد» وتلقيت السيناريو الذي درسته بعمق وبعد التعرف على مختلف التفاصيل التقنية رأيت أنه لا بد لي من خوض هذه المغامرة الفنية والابداعية.
تعتبر مشاركتك في «بنت ولد» مغامرة؟
بالفعل أعتبرها مغامرة غير محسوبة العواقب على إعتبار أن محمد علي النهدي معروف عنه تقديم الأدوار الجدية بدرجة أولى.
بالفعل ...فالمسؤولية هنا تكون أكبر على اعتبار أن هناك من سيعمل على مقارنتي بالوالد المثل والرائد في المجال الكوميدي...ولقد قبلت هذا العمل بحثا عن الاضافة ورغبة في أن يكون لي مكان متفرد في المشهد التلفزيوني.
...وهل تعتقد أنك كسبت الرهان؟
هذا من فضل ربي...أرى أن «بنت ولد» أضافت الكثير لرصيد ومسيرة محمد علي النهدي.
... لكن هناك من يرى أن العكس هو الذي حصل...ف «بنت ولد» لم ترتق حسب هذه الآراء إلى مستوى مقنع؟
تكفيني شهادة الجمهور الذي صفق بحرارة ل «بنت ولد» تفاعله كان كبيرا...وتكفي الاشارة هنا أن الأطفال رحبوا وأعجبوا بهذه السلسلة الخفيفة ولا غرابة أن تتهاطل الطلبات على الجهة المنتجة لمواصلة «بنت ولد» على كامل السنة وما أعيبه هنا أن بعض وأصرّهنا على بعض الاعلاميين انتقد وبشدة هذه السلسلة...لقد استعملوا معاول الهدم في الوقت الذي كنا نحتاج فيه إلى من يدفع بنا إلى الأمام على اعتبار أن النقد البناء هو أكسجين الحياة بالنسبة للفنان.
ألا تعترف بأن «بنت ولد» مثلت صدمة للجمهور التونسي؟
لا أقول صدمة...بل أقول مفاجأة على اعتبار «بنت ولد» ليست سيتكوم شكلا ومضمونا...هي طرح كوميدي متفرد...انتظر الجمهور بعض الحلقات لينصهر بعد ذلك كليا في هذه السلسلة.
...أنت تصرّ على نجاحها؟
ليس إصرارا بل هو واقع وحقيقة ولا أدل على ذلك أن قناة «التونسية» ستواصل تقديم هذه السلسلة حيث سيكون لها حضور مرتين في الأسبوع وستكون سلسلة «بنت ولد» حاضرة على امتداد سهرات رمضان 2013 وبشكل كبير وبمفاجأة ستسعد حتما المشاهد التونسي.
...في «بنت ولد» كان لك أول لقاء مع سماح الدشراوي؟
التقيت أول مرة مع سماح الدشراوي في تربص خاص بالتمثيل تحت اشراف الممثل القدير الفاضل الجعايبي...ورغم الجدية التي كان عليها هذا التربص فإننا لم نهمل جانب الكوميديا وحصل انسجام فني بيننا...
أشرت في بداية هذا الحديث عن عملك الجديد «الزمقري» كيف تقدمه؟
«الزمقري» عمل من نوع «ألوان مان شو» نص لمين النهدي ومحمد علي النهدي واخراج لمين النهدي...وهو يمثل أول عمل لي مع «ألوان مانشو» وسيكون أول لقاء مع هذا العمل من خلال عرضين يومي 27 و 28 سبتمبر 2012 بالمسرح البلدي بالعاصمة..
لقد تغيرت الاهتمامات...أخرجت «في هاك السردوك نريشو» للمين النهدي الذي سيكون هو المخرج في عملك الجديد؟
المعروف عن لمين النهدي أنه مخرج مسرحي علاوة على التمثيل...وعلاقتي به في «الزمقري» علاقة ممثل بمخرج مسرحي محترف... جدية وحرفية وانضباط...وما يمكن التأكيد عليه أن «الزمقري» عمل مسرحي كوميدي خفيف فهو يطرح الأوضاع الاجتماعية والسياسية للبلاد من وجهة نظر تونسية...
ولك أيضا مشروع فيلم سينمائي حسب رأيي؟
بالفعل...أعمل حاليا على وضع اللمسات الأخيرة لأول فيلم روائي طويل في مسيرتي بعد أن قدمت عملين قصيرين : المشروع «وحدث ذات فجر» في هذا العمل سأكون المخرج والممثل الأول...
هل شاهدت الانتاجات التلفزيونية في رمضان؟
تابعت العديد من الانتاجات... وأرفع في البداية تحية تقدير إلى كل الفنانين والمبدعين والتقنيين والاداريين على هذه المشاركة في الانتاجات رغم أن النجاح كان متفاوتا...في الدراما شدني «مكتوب» و«لأجل عيون كاترين». لكن ما يمكن الاشارة إليه أن الاخراج الدرامي لم يخرج من القالب الكلاسيكي على مستوى السرد. أما بالنسبة ل «دار لوزير» فإنه كان يمكن أن تكون أفضل على اعتبار أنها حسب رأيي كانت خليطا من «نسيبتي العزيزة» و«شوفلي حل»
محمد علي النهدي كيف يبدو لك الوضع الثقافي اليوم؟
لا أخفي سرّا إذا قلت إن الوضع الثقافي اليوم يكتنفه الغموض...حيث تعددت التجاذبات ...لكن ما يمكن التأكيد عليه أنه (لا يصح إلا الصحيح).
...لكن من يرى في النقد تجاوزا للخطوط الحمراء الواجب احترامها؟
لا هنا أقول إن النقد فن يدرس في أكبر الجامعات وعلى أهل السياسة ورجال الحكومة أن يتفهموا أن الفن مسؤول لذا يجب أن يكون حرّا طليقا دون قيود... وأود أن أهمس في أذن السيد لطفي زيتون بكل لطف أن يشاهد الأعمال الفنية الناقدة في البلدان المتقدمة منها «القلابس» على القنوات الفرنسية قبل أن يبوح بأي كلام قد يعود عليه وعلى الحكومة بالضرر.