هي امراة كرست وقتها لفعل الخير ومد يد المساعدة إلى العائلات المعوزة وضعاف الحال بالمساهمة وجمع التبرعات للفقراء والمحتاجين وحتى بناء جامع الكحلة كان بفضلها إنها الحاجة زهرة الماجري. وفي حديثنا معها قالت: «أنا إنسانة صاحبة أمانة وأخلاق وجميع الذين يعرفوننى يشهدون بذلك ونشاطي الخيري لا ينتمي إلى أي حزب أو جمعية وأضافت لقد قمت مؤخرا بزيارة صحبة إحدى الجمعيات بالجهة إلى قرية الكحلة من معتمدية غزالة بولاية بنزرت وقد أصبت بصدمة عند زيارتي بسبب الوضعية التي يعيشها سكان الجهة إلى درجة لا يتخيلها العقل وقد استمعت إلى قصة زادت في حماسي لبناء مسجد الكحلة بهذه القرية حيث جرفت مياه الوادي شيخ وهو متجه إلى الصلاة في إحدى المساجد الموجودة بعيدا عن الجهة ومنذ ذلك الحين وبمجهود مشترك مع عديد الأطراف قرّرت بناء مسجد بهذه الجهة وقد تحقق هذا الحلم ولم يبق إلا القليل وها أني أناشد من خلال «الشروق» أهل البر والإحسان لإعانتنا لإتمام هذا المسجد كما أني أشكر كل من رفيقتي السيدة زهرة البجاوي والسيد مبروك السعيداني وصهري محمد المحجوب المقيم بألمانيا وصاحب قطعة الأرض وكل من مد يد المساعدة كما اشكر جريدة الشروق على حرصها على نقل الخبر وإعانة الناس في نشر شواغلهم ومشاكلهم وإيصال صوتهم الذي مل من الصياح للمسؤولين ورؤساء الأموال «انطلقت هذه القافلة من أمام مقر سكن الحاجة زهرة باتجاه قرية الكحلة معتمدية غزالة ولاية بنزرت محملة بالأغطية والملابس والأسرة اضافة إلى بعض المواد الغذائية. وقد سبقت هذه القافلة عدة اتصالات أجرتها الحاجة زهرة ببعض الأطباء والمتطوعين من اجل المشاركة في هذا النشاط الخيري حيث لبوا النداء. وسط أجواء ممزوجة بحماس وحب لهذا العمل التطوعي حيث بادر الطاقم الطبي بالكشف على العائلات والآخرون بتقديم المساعدات. الشروق تحدثت إلى أهل القرية كانت علامات البؤس والفقر بادية على وجوه الأهالي وارتسمت عليها مظاهر الشعور بالغبن والشقاء واليأس من إمكانية تحسن الأوضاع في منطقتهم التقينا بالسيد خميس بن إبراهيم عوينة الذي يعتبر من صغار الفلاحين بالجهة حيث حاول أن يلخص لنا مشكل هذه المنطقة وتطلعات أهلها فعلى المستوى الفلاحي يؤكد على الصعوبات التي يواجهها صغار الفلاحين وتردي وضعية المسالك التي تدمرت نتيجة العوامل الطبيعية الصعبة في الجهة وغياب التدخل في الصيانة مما يخلف صعوبات كبرى في التنقل إلى درجة أنها أصبحت معزولة عن العالم الخارجي خاصة في فصل الشتاء. ويضيف محدثنا «المنطقة تفتقر خصوصا إلى مستوصف مع العلم ان عدد العائلات أكثر من 450 عائلة واغلبهم من ضعاف الحال أما التعليم فأنت مضطر إلى قطع 20كم يوميا لطلب العلم فحتى سيارة النقل الريفي لا توجد إلا واحدة فقط هذا ما زاد في تأزم الوضع» كما أشار إلى انقطاعات متكررة في الماء الصالح للشراب وقد اشتكى مرارا لكن دون جدوى. أما السيد عمارالماجري فهو يعيش وضعية فقر إلى جانب الإعاقة ولم يطرق باب منزله لا معتمد لا والي ولا أي مسؤول مع العلم انه يعيش في منزل مع 4 بنات بعد أن توفيت زوجته ومورد رزقه الوحيد هو ما تتحصل عليه ابنته الكبرى من جني الزيتون. وفي السياق ذاته نادتنا الخالة شريفة بنت العربي باكية من شدة الضيم والفقر وقالت «من فضلكم أعينونى أني في عقدي الثامن وبكفالتي 4 أيتام ولا أملك حتى عشاء ليلة ...» أما وضعية الشاذلي بن عبد الكريم فقد اضطر إلى فصل أبنائه عن الدراسة نظرا لوضعه المادي السيء ورغم هذه الأوضاع التي ذكرناه إلا أن أهل هذه القرية قاموا بواجب الضيافة التي اندثرت في المدن وغادرنا المنطقة تاركين وضعيات صعبة منها ما ذكرنا ومنها ما لم نذكر آملين أن نجد لهم اذانا صاغية وقلوبا رحيمة.