يوم 22 فيفري 2013 بقاعة الحمراء فضاء الزفير المرسى.. ويوم 1 مارس 2013 بالمركز الثقافي المنزه السادس تقدم شركة واب الفنون المسرحية «بورقيبة السجن الأخير» الجزء الثاني للفنان محمد رجاء فرحات. «بورقيبة.. السجن الأخير» هي سيرة شكسبيرية فريدة.. هي رحلة عبر ثنايا الذاكرة والكفاح الطويل من أجل الاستقلال والحرية.. المجاهد الأكبر أصبح شيخا سجينا طيلة ثلاث عشرة سنة بقرار من الطاغية الجاهل..في سجنه يستحضر رفاق السجون خلال مراحل الكفاح.. يستذكر تقلبات الحزب ومختلف الخيارات المذهبية والسياسية على الصعيد الوطني والقومي والعالمي.. ومشاهد من القرن العشرين التونسي والعالمي وشخصياته الكبرى وأحداثه الجوهرية من ثورات وحروب عالمية ، وولادة نظام عالمي جديد.. حتى اندلاع الكفاح المسلح وسقوط مئات الشهداء من الشعب وقادة الكفاح مثل فرحات حشاد والهادي شاكر لتنال تونس سيادتها في ساعات مريرة فرقت إخوان الكفاح قبل قيام الدولة المستقلة الحديثة وانضمام نخبتها الشعبية إلى عمل يومي دؤوب من أجل التنمية الشاملة، رغم بقايا الاحتلال الجاثم على الوطن .
يستعرض الشيخ السجين الانتصارات النيرة والهزائم المرة والنكسات العاصفة من حرب بنزرت إلى الاشتراكية الدستورية وعشرية الليبرالية وإفلاس الدولة وانفجارات 78 و80 و84 في مسلسل صريح تتمازج فيه روح الدعابة والمشاكسة ، والقدرة على امتلاك قلوب الشعب رغم الصعاب بلغة سلسة وفصيحة تتمازج فيها الصور والأمثال والآيات والقصائد.. هي لغة أبدع فيها منذ شبابه حين جال البلاد من شمالها إلى جنوبها.. يجالس أبسط الناس من القبائل والعروش والمدن والقرى تحت الزياتين والنخيل ليشرح لهم قيمة تونس وأسباب عزتها وما يترصدها من أخطار، وضرورة وحدتها لتحقيق الكرامة . تنتهي السيرة في شيخوخة لا قدرة لها على تجاوز المرض والمؤامرات التي تحاك ليلا نهارا ويستولي الحاجب الغادر على القصر وينقل بورقيبة إلى مسقط رأسه ويشهد عاقبة رفضه المتعنت لدولة القانون وضياع مبدإ نظافة يد الحاكم المعلم وانتشار الفساد ، كأن البلاد تراجعت إلى عصر أفسد الملوك في تاريخها.