تحت شعار من اجل مستقبل أفضل لأبنائنا نظمت جمعية الصحة والبيئة ندوة بدار الثقافة بيرم التونسى بمنزل بورقيبة وقد تضمنت هذه الندوة مجموعة من التدخلات ذات أبعاد بيئية صحية وأثرية . وفي مستهل أشغال هذه الندوة أكد السيد بدر الدين جمعة رئيس جمعية الصحة والبيئة إن هذه الندوة تهدف إلى نشر ثقافة البيئة والصحة والعمل على نشر مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة إلى جانب التعريف بالمناطق الأثرية بالجهة والسهر على حمايتها وتحسيس المواطنين والمسؤولين بضرورة المحافظة على هذه المواقع الأثرية خصوصا وأن الجهة تزخر بعديد المواقع الموجودة على امتداد الشريط الساحلي ببنزرت مضيفا إلى أنها قد أهملت ودمرت وسرقت في السنوات الماضية قبل الثورة التي أنجبت هذه الجمعية «جمعية الصحة والبيئة» للمحافظة وحماية ما تبقى من هذه المواقع. كما أشارت الدكتورة حياة العمدوني إلى حالة الاختناق والأمراض التي تفاقمت من جراء التلوث التي تعاني منها ولاية بنزرت وخصوصا مدينة منزل بورقيبة وعلى سبيل المثال فإنّ مرض السرطان الذي تضاعف خلال الست سنوات الماضية بمعدل 7 مرات وأشارت إلى تلوث بحيرة «رندو» التي تعتبر المتنفس الوحيد لأبناء الجهة ولكن للأسف منعت فيها السباحة منذ سنوات نظرا إلى تلوث مياهها وعبرت الدكتورة عن حماسها والمجهود الذي تبذله جمعية الصحة والبيئة قائلة« فليعلم الجميع أن مدينة منزل بورقيبة لها رجال يحمونها ويحبونها ويدافعون عنها ولابد أن نقف ضد كل من أراد تهميشها..»
وفى مداخلة للسيد منصور البجاوي مهندس البلدية الذي قال إن البرامج التي تأتى دون استشارة أهل الذكر وأهل الجهة تعتبر برامج غير واقعية كما انه لن يسمح هو والفريق العامل معه بالموافقة على برنامج يضر ولا يتوافق مع القوانين وأهل الجهة ..وفى كلمة من الطالبة كوثر الجندوبى تمت الإشارة إلى التهميش والسرقة وعدم صيانة الموروث الاثرى والحضاري الذي يمتد على الشريط الساحلي والذي يعود بعضه إلى الحقبة الرومانية والبونية وقد ذكرت وجود لوحة فنية معروضة الآن بمتحف باردو وهي في الأصل تعود إلى الجهة حيث تم اقتلاعها من منزل بورقيبة وتحديدا من احد المواقع الأثرية المنتشرة بالشريط الساحلي للبحيرة ولذا يجب لفتة من أهل الاختصاص إلى هذه المنطقة.. وتناولت للسيدة إيمان سعيدان من مكتب الدراسات « كومات» في تدخلها عرض بعض مكونات المشروع المندرج لتطهير بحيرة بنزرت أفق« 2020«والذي لم يرى النور إلى حد الآن .وقد عرض المهندس المعماري كريم السحبانى صورا وبرامج حول تطلعات وانتظارات أهل الجهة مطالبا بضرورة التحرك والعمل» كلاّ من موقعه لتحقيق هذه الأهداف ومناشدة أصحاب الشأن والاختصاص للنظر بعين الرحمة إلى ولاية بنزرت عامة..وفى ختام الندوة حيث بدت سمات الحسرة والتأسف على وجوه الحاضرين مما كانت عليه الجهة قبل عشرات السنين وما أصبحت عليه في الحاضر وقد طلبوا من أهل الذكر بالالتفات إلى هذه الجهة وحماية التراث والإسراع في تطهير بحيرة «رندو» لأنها المتنفس الوحيد لهم..