أكد سفير فرنسابتونس ان فرنسا ستواصل دعم تونس في مختلف المجالات مهما كانت الحكومة أو الحكومات القادمة ومهما كان شكل الحكم فيها. وقال بالخصوص إن فرنسا لم ولن تتدخل في الشأن الداخلي التونسي . شدد «فرنسوا قويات» سفير فرنسابتونس خلال لقاء اعلامي عقده أمس بمقر السفارة بالعاصمة على أن فرنسا كانت ولازالت الشريك الأول لتونس على الصعيد الاقتصادي . وحضر اللقاء فاليري فرولاند مدير المعهد الفرنسي بتونس إضافة إلى ممثل الوكالة الفرنسية للتنمية
دعم اقتصادي وتنموي
استعرض الحاضرون بالمناسبة جملة المشاريع «الفرنسية» المنجزة والتي سيقع انجازها مستقبلا في تونس . وقال قويات إن الفترة الحالية في تونس هامة خاصة في ظل التغيير الذي طرأ على رأس الحكومة ، وهو ما يجعل البلاد في حاجة أكثر الى كل أصدقائها وشركائها على رأسهم فرنسا . وأضاف أن وقوف فرنسا إلى جانب تونس في المسار الانتقالي يرتكز على 3 عناصر وهي دعم المجتمع المدني (الجمعيات والمنظمات) ودعم دولة القانون (القضاء والإدارة والإعلام) وتنشيط الاقتصاد من خلال تواصل انتصاب المؤسسات الفرنسية بتونس ليبلغ عددها الآن 1300 مؤسسة توفر 115 ألف موطن شغل ولم تغلق منها سوى واحدة بعد الثورة . وأضاف أن فرنسا رصدت منذ جانفي 2011 إلى جانفي 2013 مبالغ كبرى لتونس قصد دعم عديد المشاريع التنموية والبنية التحتية والتشغيل والتكوين المهني ومشاريع النقل والماء الصالح للشرب والطاقة والتطهير والبيئة وتطوير الارياف والاحياء الشعبية .كما وقع التطرق إلى التعاون في مجال التعليم والدراسة والذي مكن عديد التلاميذ والطلبة التونسيين من الانتفاع بعديد البرامج .
تصريحات الغنوشي
على الصعيد السياسي ، قال السفير إن فرنسا لم تتدخل سابقا ولن تتدخل مستقبلا في الشأن الداخلي التونسي وهي تسعى الى إنجاح أي اختيار يختاره الشعب التونسي في الانتخابات ، والمهم بالنسبة إليها هو نجاح المسار الانتقالي في كنف الديمقراطية . وحول التصريحات الأخيرة لزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي لمجلة «جورنال دي ديمنش» بالقول «إن فرنسا أقل فهما للإسلام وللتونسيين»، رفض «قويات» التعليق على هذا الكلام واكتفى بالقول إن علاقته جيدة براشد الغنوشي .
اللجوء السياسي والاعلام الفرنسي
وفي ما يتعلق بما قيل عن فتح فرنسا باب اللجوء السياسي للتونسيين (بعد حادثة اغتيال شكري بلعيد)، قال إن ذلك غير صحيح لان اللجوء السياسي تحكمه شروط صارمة لا تتوفر اليوم في تونس ، فضلا عن اجراءاته القانونية العديدة . وحول ما وُصف ب«حملة» وسائل اعلامية فرنسية على تونس قصد نقل صورة سيئة عنها وما قد يتسبب فيه ذلك من اضرار بالسياحة وبالاستثمار في تونس، اكد السفير أن الامر لا يتعلق بحملة ممنهجة بل يدخل في إطار حرية الصحافة إضافة الى أن ما تم ذكره في الاعلام الفرنسي سبق أن تطرقت له وسائل اعلام تونسية .
حراسة السفارة
و إجابة عن سؤال متعلق ب«مشهد» الحراسة الامنية المشددة حول السفارة الفرنسية ومشهد الأسلاك الشائكة الذي يحتل واجهة الشارع الرئيسي بالعاصمة وما قد يتسبب فيه ذلك من نقل صورة سيئة عن تونس وتصنيفها ضمن مناطق الخطر في العالم ومدى تأثير ذلك على السياحة والاستثمار ، أفاد «قويات» أن الحراسة المشددة اليوم في تونس لا تهم سفارة فرنسا فقط بل توجد حول عديد المؤسسات الأخرى كما أنه لا دخل للسفارة في الكيفية التي تحمي بها السلطات الأمنية التونسية المؤسسات. وقال في هذا الإطار «لا أتصور ان مشهد الأسلاك والحراسة المشددة حول السفارة يؤثر سلبا على السياحة وعلى المستثمرين في تونس» .