تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رفيق عبد السلام "وزير الخارجية ل«التونسية"»: نعم، هذه الحكومة هي الأقوى في تاريخ تونس .." عامر العريض" لن يكون سفيرنا في واشنطن و لا أرى موجبا لتحويرات وزارية

نال النصيب الأوفر من الانتقادات على المواقع الالكترونية منذ تعيينه خاصة بحكم مصاهرته لزعيم حركة «النهضة» راشد الغنوشي لكنه بدا واثقا من خطواته، غير مكترث بما يشاع عن احتمال مغادرته للوزارة وتعيين آخر في منصبه.
يعتبر الدكتور. رفيق عبد السلام من قيادات العمل المهجري التابع ل«النهضة»، إذ كان عضوا في المكتب السياسي ثم عضوا بالمكتب التنفيذي مكلفا بالإعلام ما بين 2001 و2007، وكان عضوا في مجلس الشورى إلى غاية انتقال القيادة من الخارج إلى داخل تونس بعد الثورة.
أسس في بريطانيا المركز المغاربي للبحوث والترجمة، وترأس منبر لندن للحوار الذي كان يضم نخبة من السياسيين والمثقفين العرب المقيمين في بريطانيا.
عمل باحثا في جامعة وستمنستر ببريطانيا، وباحثا زائرا بمركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، ومحاضرا زائرا في مركز ماركفيلد للدراسات العليا في بريطانيا وشغل وظيفة باحث أول ورئيس قسم البحوث والدراسات في مركز الجزيرة للدراسات.
وزير الخارجية تحدث مع «التونسية» بكثير من الأريحية عن الوضع الراهن وملفات الفساد والتعيينات الدبلوماسية القادمة مع تحفظّه «الديبلوماسي» المفهوم والمبَرَّر في بعض الأحيان:
ما حقيقة إشاعة زيارتكم للسيشال والتي أثارت ضجة «فايسبوكية» سياسية بعدما قيل أنها زيارة سياحية للاستجمام بالأساس؟
(يبتسم)، هذه بعض الدعايات المغرضة، أنا لم أزر أبدا السيشال وليس في برنامجي أصلا زيارة هذا البلد ، إلا إذا ما اقتضى الأمر مصلحة وطنية ، الخبر مختلق ولا أساس له من الصحة.
مع شبه تدويل المسألة السورية وتدخل القوى الكبرى مع هذا الجانب (نظام الأسد) أو ذاك (الجيش الحر) أصبحت قراءة الموقف التونسي الرسمي صعبة وملتبسة، بل هناك من يتحدّث عن ارتهانه بأجندا دولية أكثر من انتصاره المبدئي لحق الشعوب في الديمقراطية، فلو تشرحون لنا حقيقة الموقف التونسي؟
على ما أظن موقفنا مريح أكثر بحكم التطورات الميدانية التي تجري في سوريا وما يجري في سوريا لا يختلف نوعيا عمّا جرى في تونس ومصر.. المنطقة شديدة الترابط من الناحية الجغرافية والسياسية والثقافة العامة.. والشعب السوري ليس أقل استحقاق لقيم الحرية والديمقراطية والكرامة من الشعب التونسي والمصري فالشعوب العربية تتأثر بعضها ببعض.. موقفنا مبني على اعتبارات مبدئية فنحن كثورة لا نملك الا أن نكون مناصرين للشعب السوري ولمطالبه المشروعة في أن يكون لديه نظام ممثل لإرادته ويحترم إرادته والحريات الخاصة والعامة ويتخلص من كابوس وميراث الاستبداد السياسي الذي جثم على صدور السوريين لعشرات السنين مثلما تخلصنا من نظامي بن علي ومبارك ولا أتصوّر أن نظام الأسد أكثر مشروعية من هذه الأنظمة التي سقطت في المنطقة. عموما يبدو لي أن التطوّر العام في سوريا يسير في اتجاه الموقف التونسي يعني قرارا من كل الدول العربية بتجميد العلاقات الديبلوماسية وطرد السفراء السوريين الذي تحوّل أيضا إلى قرار أوروبي وحتى توصيات على المستوى الدولي من الأمم المتحدة لتجميد العلاقات الديبلوماسية مع النظام السوري.
الإشكال يكمن في أن موقفنا دائما في موضع مؤاخذة مُسبَقا، ففي البداية كانت المؤاخذة الرئيسية أن الموقف التونسي متخاذل ولم يقف إلى جانب الشعب السوري وحين ناصرناه قيل أن موقفنا متأخر مع وجود أجندا دولية. والحقيقة ليس لدينا أيّة أجندا دولية، نحن فقط مدفوعون باعتبارات مبدئية وسياسية تفرض علينا الوقوف إلى جانب الشعب السوري في مطالبه المشروعة.
حسب رأيكم، كم بقي من الوقت لصالح نظام بشار الأسد؟
التوقيت بالضبط لا يعلمه إلاّ الله لكن أتصوّر أن نظام بشار في ساعاته الأخيرة ولم يعد يمتلك مشروعية الاستمرار وجرّبنا هذا في تونس ومصر يعني لم يعد ممكنا لبشار أن يعود للمربع الأول بعد هذا المستوى في القتل الذي طال حتى النساء والأطفال. المواجهات اليوم تطال كل المدن السورية وكل المعطيات تبيّن أن النظام السوري لم يعد يمتلك مقومات الاستمرار والشرعية من الناحية السياسية والأخلاقية والشعبية العامة.
إلى أين وصلت مسألة التعيينات في المناصب خارج تونس خاصة وقد لمّحت نقابة أعوان الخارجية إلى عدم رضاها عن التمشي الحالي؟
نحن بصدد إجراء الحركة الدبلوماسية، عيّنا تقريبا دبلوماسيين في المراتب دون رؤساء المراكز ونحن بصدد التمحيص والنظر في قائمة الدبلوماسيين وسيتم اقتراحها على رئيس الدولة لينظر فيها ويصادق عليها وسيتم تحديد القائمة النهائية لرؤساء المراكز الدبلوماسية أي السفراء والقناصلة العامين.
نحن ملتزمون بالمعايير المهنية التي حدّدناها وذكرنا أن المعايير الأساسية تقوم على المهنية والتجربة والخبرة والنزاهة ونظافة اليد وكل هذه المعطيات سيتم اعتمادها في التعيينات إلى جانب نسبة معينة من التسميات السياسية التي تتراوح بين 10 و٪15 ونحن التزمنا بهذه المعايير.
ولكن لماذا اعترضت نقابة أعوان الخارجية على هذه التعيينات؟
هذا شيء يخصها يمكن توجيه هذا السؤال إلى النقابة.. ونحن ملتزمون بالمعايير المهنية ومازلنا عند نفس المبادئ والتصريحات التي صرحنا بها منذ مدة.
ما حقيقة اقتراح تعيين عامر العريّض سفيرا لدى الولايات المتحدة الأمريكية؟
هذه أيضا من الإشاعات الإعلامية المتداولة، عامر العريض لن يكون ضمن التعيينات الدبلوماسية فالرجل لديه ما يكفي من المهام في تونس وليس في حاجة إلى إضافة مهمة أخرى في الخارج.
هل تستطيعون مدنا ببعض التعيينات المرتقبة أو المقترحة؟
القائمة غير نهائية لأنه لم يصادق عليها رئيس الجمهورية ويمكن أن تقع مراجعتها والأسماء المقترحة مازالت داخل الإدارة ولم تتحول إلى مقترحات رسمية وتتحول إلى تعيينات رسمية بعد إمضاء رئيس الجمهورية.
كيف تقيمون أداء الحكومة وهل حقا تستحق إجراء بعض التغييرات؟
أداء الحكومة العام يعتبر موفّقا في ظل الظروف الاستثنائية التي مرت بها البلاد، لا أستطيع القول إنّ المسار مكتمل أو يخلو من بعض الهنات هنا وهناك ولكن المشهد العام للحكومة موفق وهي تشتغل بتفان لتحقيق المصالح الوطنية.
لكن هل تستحق الحكومة فعلا بعض التغييرات؟
لا أعتقد ذلك لأننا إذا أردنا تقييم الحكومة يكون ذلك بمؤشرات عملية، فالوضع السياسي جيّد وكذلك الوضع الأمني وتونس تتمتع باستقرار لم تتمتع به منذ الثورة. سياستنا الخارجية نشيطة وفاعلة وعلاقتنا بالمحيط المغاربي والأوروبي والعربي والإفريقي جيّدة. أيضا الوضع الاقتصادي فيه مؤشرات إيجابية من حيث معدلات التنمية ومشاريع الاستثمار كذلك تمت السيطرة على ارتفاع الأسعار ولو نسبيا. إذن المشهد العام ليس سلبيا رغم وجود بعض الصعوبات التي تتعلق باستقالة وزير المالية وهذا يحدث في كل الديمقراطيات في العالم. ولكن لا أتصوّر أن هناك موجبا لإدخال أيّة تحويرات أو تعديلات وزارية في هذه المرحلة، فقط سيتم سد الشغور.
هل لديكم فكرة عن الاسم الذي ستؤول إليه حقيبة وزارة المالية؟
لا ليس بعد.. الموضوع من اختصاص رئيس الحكومة ولم ترشح أسماء نهائية إلى حدّ الآن.
ولكن الأخبار المتداولة في وسائل الإعلام تقول إنّ التحوير الوزاري سيتم وسيشمل حتى وزارة الخارجية؟
ليس من العيب أن يُغيّر وزير من منصب إلى آخر وهذا من مشمولات رئيس الحكومة ولكن أتصوّر أن هذه الأخبار افتراءات إعلامية ومحاولة للتأثير على القرار السياسي من خلال نشر الإشاعات.
هل استقالة وزير المالية هي عملية استباقية لإقالته؟
لا أتصوّر ذلك لأنه لم تكن هناك نية لإقالة الديماسي بل كان هناك اختلاف في التقدير ووجهات النظر تتعلق بالسياسة المالية. فنحن كحكومة ندرك أهمية الملف الاجتماعي وتونس تمر بمرحلة استثنائية نظرا للحيّز الهام من التهميش والفقر لذلك لابدّ من مد يد المساعدة إلى العائلات المعوزة واستمرار الدعم الاجتماعي سواء بالمواد الغذائية والمحروقات، والديماسي كان له تقدير آخر ونظرته مالية بحتة وهي التخفيف من أعباء ميزانية الدولة ونتيجة الاختلاف في وجهة النظر والتقديرات خيّر الاستقالة.
هل الاختلاف كان أيضا حول ملف تعويض المساجين السياسيين؟
لم أسمع أن وزير المالية أثار موضوع التعويضات قبل استقالته بل سمعت الافتراضات فقط بعد الاستقالة.
هل تعتقدون حقا أنّ الوقت لم يفت بعد لخلق حالة توافق حقيقية بين كل مكونات المشهد السياسي؟
هذا ما ترغب فيه الحكومة وهذا تمشّيها وتونس في حاجة إلى وفاق وطني وتعاون بين مختلف القوى السياسية والاجتماعية. نحن في بداية مسار انتقالي ولذلك نحتاج إلى التآزر الاجتماعي لتجاوز العقبات.. فليس من مقدور أي قوة سياسية مهما كان حجمها تحمّل أعباء الحكم بمفردها وهذه مصلحة وطنية مبنية علي تقدير المصالح العليا للبلاد، أيضا أن نتعلق ونستفيد من بعضنا البعض وتونس تحتاج إلى كل أبنائها بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية والحزبية والسياسية.
لو تفسرون لنا كيف تتم عملية التنسيق بينكم وبين رئاسة الجمهورية في تسطير وتفعيل السياسة الخارجية؟
نحن نتشاور في كل ما يتعلق بمجريات السياسة الخارجية والتوجهات الكبرى تكون موضع نقاش مع رئيس الجمهورية وكذلك رئيس الحكومة وليس لدينا اختلاف في البعد المتوسطي الأوروبي وفي البعد العربي والمغاربي وليس لدينا اختلاف أن تكون الديبلوماسية التونسية فاعلة ونشيطة والسياسة الخارجية هي سياسة وطنية ولا سياسة حزب.
ألا ترون أن بعض الوزراء يتناسون لباس الدولة في بعض اجتماعاتهم الرسمية مقابل استمرارهم في الدفاع عن حزبهم ومهاجمة المعارضة؟ ألا تعتبرون ذلك استغلالا لمنصب رسمي لبدء حملة انتخابية قبل الأوان؟
الاصل في الاشياء أنه من يتولى سياسة الدولة يجب ان يمثل مصالحها ومصالح الدولة فوق كل الاعتبارات الحزبية ولكن أمر عادي وطبيعي أن يرتدي وزير في تجمع سياسي يخص حزبه رداء انتمائه. نحن هنا لادارة شؤون الدولة والدفاع عن مصالحنا الوطنية التي هي فوق كل الفئات والاحزاب والتشكيلات السياسية .
أما زلتم مصرين على أن حكومة الترويكا هي أقوى حكومة عرفتها تونس؟
للتدقيق أنا قلت أن هذه الحكومة هي الأقوى التي عرفتها تونس منذ الاستقلال لانها منبثقة عن ارادة شعبية وانتخابات حرة ..القوة والضعف لا تقاس بالعضلات فنظام بن علي كان قويا جدا ومتجبرا لكن في داخله كان هشا لذلك ورغم كل الصعوبات التي تواجه الحكومة تبقى الاقوى فهي حكومة شرعية افرزتها انتخابات شرعية وصناديق اقتراع شفافة مبنية على الرضا الشعبي العام وتستمد قوتها من هذه الشرعية.
رغم التململ الشعبي من آداء الحكومة المرتبك في أغلب الملفات الاقتصادية والسياسية؟
الديمقراطية محكومة بالدينامكية السياسية، فنحن في تونس تعودنا على الصوت الواحد وصمت القبور وهذا وضع الديكتاتوريات ولكن من الطبيعي في الديقراطيات ان يكون هناك ضجيج اعلامي وسياسي وتدافعات سياسية في المجلس الوطني التأسيسي والساحة السياسية وليس هناك ما يدعو الى الفزع والخوف بالعكس أستطيع التأكيد أن تونس بخير وعافية وتجاوزت المرحلة الصعبة ونحن نتجه بثقة كبيرة وروح تفاؤلية الى المستقبل.
رحلات مكوكية بين تونس والدوحة لزيارة عائلتك وهو ما فسر باهدار المال العام من أجل مصلحة شخصية؟
لم أزر قطر الا في زيارات رسمية وهذه الاخبار تدخل في باب الاشاعات والفرقعات الاعلامية وبعض مظاهر القصف العشوائي، وفي الحقيقة لا يقلقني هذا الامر لانني لا أدير السياسة الخارجية بناء على ما يكتب في المواقع الاجتماعية وبعض الوسائل الاعلامية.
قرار فتح الحدود المؤجل وخطر تحول تونس الى مرتع الجهاديين وتنظيم القاعدة وتبيض الأموال والتهريب؟
نحن حريصون على حماية أمننا الوطني بروح من التعاون والشراكة مع جيراننا وتونس ليست مهددة بالتحول الى مرتع للمجموعات الإرهابية ونتعامل مع الوضع ببالغ الحذر واليقظة ، فلا توجد حكومة تحترم شعبها ونفسها لا تعمل على الاستقرار العام وحماية السلم المدني وهذه أولوية من أولوياتنا.
الجزائر اعترضت على قرار فتح الحدود وقالت إنها غير ملزمة به وطالبت الدبلوماسية التونسية بالانضباط؟
على كل حال صححنا المسألة ولا توجد اجراءات استثنائية على هذا الصعيد ، التواصل يتم عبر الإجراءات المتعارف عليها عبر جوازات السفر ولا توجد اجراءات استثنائية مع العلم أن علاقاتنا جيدة مع الجزائر ومبنية على اعتبارات استراتيجية وثيقة ونحن حريصون على تطوير علاقتنا معهم في جميع المستويات ووجدت نفس الرؤية ونفس المقاربة لدى أشقائنا في الجزائر.
هناك تخوفات من تزايد الحضور الايراني في تونس وتنامي المد الشيعي من خلال زيارة العديد من الشخصيات الإيرانية والشيعية.كيف تنظرون الى هذه التخوفات؟
لا يوجد طارئ أو جديد في العلاقات التونسية الايرانية. لدينا علاقات دبلوماسية سابقة مع ايران وهذا يعتبر تواصلا عاديا في الاعراف الدبلوماسية والعلاقات الدبلوماسية مبنية على تقدير المصالح الوطنية ونحن نقدر مصالحنا بناء على اعتبارات اقتصادية ومنفعية بين تونس وايران أو غيرها من الدول وبالنسبة الى المد الشيعي لا أتصور ذلك فتونس كانت وستظل سنية مالكية ولا خوف من المد الشيعي.
قطرنة تونس او الارتماء في حضن قطر سيما وانها متهمة بدورها المشبوه في تدمير العراق وليبيا والآن سوريا فما الدور الحقيقي لقطر في تونس وهل تونس شريك في المؤامرات على هذه البلدان؟
يمكن توجيه الجزء الاول من السؤال الى ساسة قطر لست مخولا لاجابتك اما في ما يتعلق بتونس فعلاقتنا بقطر تشابه علاقاتنا ببقية الدول، أساسها الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة ونحن متجهون الى مزيد الانفتاح على كل الاشقاء العرب مشرقا ومغربا وخليجا ولا يوجد استثناء مع قطر .
لكن مراقبين لاحظوا أن هناك برودا في العلاقات مع أوروبا كشريك تاريخي واستراتيجي؟
لا يوجد برود، بالعكس علاقتنا بأوروبا نامية وكنت في زيارة الى فرنسا تعتبر تاريخية منذ تولي حكومة هولاند والتقى رئيس الجمهورية وكانت هناك جلسات عمل مع الفريق الحكومي الفرنسي. والعلاقات الفرنسية التونسية تسير في الوجهة الصحيحة والسليمة خاصة بصعود الاشتراكيين وازاحة ساركوزي. أما العلاقة مع بقية الدول الأوروبية فهي جيدة خاصة ايطاليا وألمانيا ولم تكن نامية في يوم من الايام كيومنا هذا . ويمكن قراءة بعض المؤشرات الاقتصادية من ذلك إلغاء الديون التونسية وتحويلها الى استثمارات.
هل صحيح أن سفير تونس بفرنسا لديه جنسية فرنسية وهو ناشط سياسي في احد التيارات السياسية الفرنسية؟
ليس صحيحا ، فسفير تونس بفرنسا ليست لديه جنسية مزدوجة وقد خيرت الترويكا، نظرا لكفاءته ومعرفته بالساحة السياسية، تعيينه سفيرا.
ما صحة ما يروج عن أن عامر العريض رفضته فرنسا كسفير لديها لانه غير مؤهل علميا للمنصب (لا يملك دكتوراه) وهذا إحراج للدبلوماسية التونسية؟
لم نقترح هذا الاسم ابدا لتولي حقيبة السفارة في باريس.
وماذا عن التعيينات التي تتم عن طريق الولاءات الحزبية خاصة في سلك المعتمدين والولاة؟
طبيعي أن تكون ل«النهضة» في حكومة الترويكا تعييناتها وهذا يتم والتواصل والتشاور مع بقية أعضاء الحكومة الذين يختارون وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
والتعيينات التي قامت بها الترويكا لأزلام النظام البائد في مواقع حساسة؟
لا يمكن المزايدة علينا والمشكلة أن بعض الاطراف تشتغل بمنطق أو خطاب مزدوج فمن جهة يتحدثون عن وجود الكفاءة والاستفادة من الطاقات وضد اقصاء التجمعيين ومن جهة أخرى يتهمون الحكومة بموالاة أزلام النظام البائد والفاسدين. الحكومة مصممة وعازمة على مقاومة الفساد والمفسدين وهذه أولوية وبرنامج متفق عليهما.
هل هناك ملفات فساد تم الكشف عنها في وزارة الخارجية؟
نعم هناك العديد من الملفات تم الكشف عنها نحن كونا لجنتين واحدة للتحري في جوازات السفر وأخرى لمتابعة ورصد كل أشكال الفساد المالي والاداري في الوزارة وقد احلنا هذه الملفات الى وزارة العدل .
هل يمكن مدنا ببعض الاسماء المتورطة في ملفات الفساد؟
الملف أحيل الى القضاء . هناك شخصيات وسفراء وقناصل عامون واداريون في مستويات مختلفة وهناك حوالي 16أو 17 ملفا للفساد.
أثارت صورة نومكم على الارض في مؤتمر «النهضة» جدلا وتعليقات مختلفة على مواقع الفايسبوك ؟ فكيف خرجت تلك الصورة خاصة أن المكان كان مغلقا على الصحفيين ولم يكن هناك إلا مؤتمرو «النهضة»؟
العالم الافتراضي اخترق كل الفضاءات. انا شعرت بالتعب فنمت وهذا أمر عادي لاني مؤتمر كبقية المؤتمرين والصورة أخذت عن طريق أحد المؤتمرين. ولا أعلم لماذا كل هذا الضجيج حول هذه الصورة.
انتم أبرز وزير تتم مهاجمته في الفايسبوك ووسائل الاعلام، فلماذا كل هذا التحامل على شخصكم؟
انا من يوجه لكم هذا السؤال ؟ اسألوا من يقوم بهذا القصف العشوائي لماذا يستهدفون وزير الخارجية ومؤكد أن الاستهداف مقصود.
هل بسبب مصاهرتك لراشد الغنوشي؟
قد يكون ذلك وقد يكون لاسباب اخرى ، ليس لدي أي تفسير.
صحيفة البيان الامارتية قالت إن الغنوشي رئيس تونس القادم؟ ما ردكم على ذلك؟
لا أتصور أن الغنوشي يرشح نفسه لاي منصب رسمي وليس كل ما ينشر في الصحف صحيحا؟
لكن اذا تم ترشيحه من طرف أنصار «النهضة»، فهل سيقبل؟
راشد الغنوشي دوره سياسي وعلمي وهذا أهم من أي منصب .
هناك غضب شعبي كبير من ملف تعويضات المساجين السياسيين لما يمثله من خطر على الخزينة العامة وعلى الاقتصاد الوطني؟
المساجين السياسيون الذين أفنوا شبابهم في المنافي أو تحت التعذيب أو في السجن لم يأتوا لكسب ثراء ومن حقهم من حيث المبدأ جبر الضرر المادي والمعنوي. والتعويض لا يخص فقط مساجين حركة «النهضة» بل كل ضحايا التعذيب والاعتقال منذ الاستقلال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.