لم يثر الفيديو المسرب لزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي جدلا داخل تونس فقط بل علقت عليه عديد الصحف الغربية التي اعتبرت أن تسريبه قد كشف الكثير من "الحقائق" حول حزب النهضة في تونس وزعيمه راشد الغنوشي. "الصباح الأسبوعي" رصدت أهم ما جاء من أصداء في عدد من الصحف والمواقع الالكترونية حول مقاطع الفيديو المسربة للغنوشي.. أغلب الصحف الفرنسية تقريبا لم تكتف بنشر خبر تسريب الفيديو أو فحواه بل انتقلت إلى تحليله والتعليق عليه.. صحيفة «لو فيغارو» قالت تحت عنوان «تونس: خطاب الغنوشي المزدوج» إنّ تصريحات راشد الغنوشي المستقبلية للصحافة الغربية لا يمكن أن تكون هي نفسها، فقد «حاول راشد الغنوشي زعيم حزب الأغلبية أن يطمئن الجميع دائما بالإسلام الذي بشرت به حركته.» إلا أنّ مقطعي الفيديو المسربين عنه أديا إلى سقوط الأقنعة، فكشف ما كان البعض يعرفه مسبقا أو يتخوفون منه.» الفكر الحقيقي مجلة «لونوفال أوبسيرفاتور» قالت في مقال تحت عنوان «تونس.. الوجه الحقيقي للإسلاميين» إنّ الفيديو كشف حقيقة فكر راشد الغنوشي التي تختلف تماما عن خطابه المعلن. واعتبرت المجلة أنّ هذا المقطع المصور يعكس الفكر الحقيقي لراشد الغنوشي. تحدثت المجلة كذلك عن أنّ الديمقراطيين في تونس يتخوفون من أن تؤدي سياسات النهضة إلى إرساء نظام ديكتاتوري على أساس الدين. لكن المقال يخلص إلى أنّ «العدو مازال في مكانه وأن على غالبية المواطنين الذين يرفضون أي مشروع لأسلمة تونس أن يكونوا على وعي وأن يتصرفوا وفقا لذلك.» أما صحيفة «لوباريزيان» فنشرت مقالا بعنوان «عندما يظهر الغنوشي الزعيم الإسلامي وجهه الحقيقي» وبعد أن استعرض المقال أهم ما جاء في مقطع الفيديو رأى الكاتب أنه بغض النظر عما يمكن أن تقود إليه التأويلات فإنّ هذا الفيديو قد «أظهر الوجه الحقيقي للغنوشي، حسب الديمقراطيين التونسيين الذين يحذرون من صعود السلفيين في البلاد.» وانطلاقا من وجهه غير الحقيقي تتابع الصحيفة كان الغنوشي يقول «إن السلفيين الجهاديين خطر ، ذلك بعد الاعتداء على السفارة الأمريكية في سبتمبر الماضي ويجب على السلطات أن تضيق عليهم الخناق.» خطر على الحكومة صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية قالت من جهتها في مقال بعنوان «تونس ترتج بسبب فيديو الإسلاميين» إنّ أكثر النتائج خطورة على الغنوشي الذي يحاول أن يحتل موقع الشيخ القائد هو نظرته للمجتمع التونسي التي تقوم على الاستقطاب وتصويره للقوى العلمانية على أنها محتشدة ضده، إضافة إلى ما أظهره الفيديو من تنسيق مع السلفيين الذين لعبوا دورا في إلحاق الأضرار بالسياحة التونسية وصورة تونس في العالم على حد تعبير الصحيفة. كما اعتبرت الصحيفة أنّ فيديو الغنوشى حول محاربة العلمانية يهدد «الحكومة الإسلامية» فى تونس ومستقبلها في الحكم. أما موقع «سلايت أفريكا» فاعتبر تحت عنوان «عندما يغازل الغنوشي والمرزوقي السلفيين» أنّه مع اقتراب موعد 23 أكتوبر باتت مصداقية الحكومة التونسية مشكوكا فيها وأنّ لعلاقات الحكومة بالسلفيين دلالات عدة.