في قراءة للواقع السياسي والحراك الاجتماعي بمعتمدية المظيلة منذ انطلاق الثورة الى اليوم نلاحظ أن هذه الجهة وعلى عكس بقية مدن الحوض المنجمي لم تشهد تنظيم العديد من المسيرات. «الشروق» بحثت في أسباب غياب الحراك السياسي بالمنطقة رغم حيوية المشهد السياسي في البلاد، فكان النقل التالي: السيد فتحي تيتاي منسق حزب العمال بالمظيلة اكد أن الجهة لم تشهد حراكا سياسيا كبيرا بالرغم من ظهور العديد من الأحزاب والجمعيات والمنظمات التي لم تؤثر في الواقع المتردي للمنطقة ولم تتمكن من الرقي بوعي المواطن وتشجيعه على المشاركة في الحياة السياسية ويعود ذلك حسب رأيه الى العديد من الأسباب كهشاشة قاعدة بعض الأحزاب وغياب برامجها على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. أما السيد علي كريمي عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالمظيلة فيرى أن التشخيص الدقيق لهذه السلبية التي تميز جزءا من المجتمع تحتاج الى ملامسة كلية لمختلف الفئات الاجتماعية كي نفهم طريقة تفكيرها كما أن هذه السلبية متعددة المصادر كدرجة عنف وقمع التحركات الاحتجاجية في سنة 2008 الذي غيب كليا ثقافة التحركات والاحتجاجات وهذا ما يفسر غياب الشارع أيام الثورة في معتمدية المظيلة اضافة الى الشعور بثانوية الأطر الصغرى في القرار فهي في اعتقاد جزء من الشعب غير قادرة على التغيير وأن ارتفاع صوتها من غيابه لا يؤثر في القضية مهما كانت.
النخبة تتحمل المسؤولية أيضا
ويعتبر السيد علي كريمي أن من بين الأسباب أيضا تخلي النخبة عن دورها في التأطير ودفع الشارع للتعبير عن ذاته جراء القطيعة الكلية بين عامة المجتمع ونخبه التي تدفع ضريبة النخبة السابقة الانتهازية.
أما على المستوى الحراك الاجتماعي فتبقى معتمدية المظيلة من أكثر المناطق احتجاجا ويمكن تفسير ذلك بالواقع المتردي الذي عاشته المنطقة ومازالت تعيشه الى اليوم نتيجة البطالة المستفحلة وتردي مستوى الحياة في هذه الجهة التي عانت التهميش زمن النظام البائد. حيث قال لنا السيد الفايز عكرمي منسق اتحاد أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل بالمظيلة أنه منذ انتفاضة 17 ديسمبر الى حد اغتيال المناضل شكري بالعيد شهدت معتمدية المظيلة حراكا اجتماعيا كبيرا تمثل في الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية والمسيرات وصلت الى حد الإضراب العام إلا أن مطالب هذا الحراك لم تتجاوز المطالبة بالتشغيل والتنمية ولم يكن مؤطرا ومنظما نظرا لعدم تحمل مكونات المجتمع المدني من الأحزاب والجمعيات مسؤولياتها وعدم ثقة المحتجين في أغلب مكونات المجتمع المدني.
اتحاد اصحاب الشهائد المعطلين حاضر بقوة
أما فيما يتعلق بدور تنسيقية اتحاد أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل وموقفها من ذلك فقد قامت التنسيقية المحلية بالمظيلة بالمشاركة في كل هذه التحركات الاحتجاجية للمطالبة بالتشغيل والتنمية كما نددت بسياسة التهميش والإقصاء التي تعيشها المنطقة وذلك عبر البيانات والوقفات الاحتجاجية .
كما أجمع العديد من المواطنين أيضا على أن قرب المسافة من مركز الولاية جعل أغلبية الراغبين في الاحتجاج والمشاركة في المسيرات يتحولون الى قفصة أين تكون الأهمية أكبر ويعتبرون كذلك أن الاتحاد المحلي للشغل بالمظيلة لم يضطلع بدوره في تأطير الاحتجاجات والمطالب المختلفة التي عرفتها المنطقة بل اكتفى بدور ثانوي على عكس مناطق أخرى من الحوض المنجمي كالرديف مثلا.