من يتحدث كرويا عن مدينة المكنين يذهب به الظن الى انه يحكي احدى الملاحم الكروية في اللعبة الشعبية الثانية. لكن فوز تونس بالكأس الافريقية الرابعة والعشرين في كرة القدم اكد ان سر غرام ابناء مدينة 5 سبتمبر 1934 يعود الى عشقهم حتى النخاع في حب الوطن الذي منحوه منذ سبعين عاما ازكى دمائهم وخيرة شبابهم وها هم اليوم يؤكدون مجددا ان حب ابناء المكنين لتونس ينمو رغم عظمته من يوم لآخر. مساء السبت فرحت المكنين وكأنها لم تفرح من قبل، الحركة بالمدينة توقفت رغم موقعها الاستراتيجي المؤدي الى عدد من المدن الكبرى وكأنها منعت المرور من طرقاتها لتعيش في هدوء ولكن بأعصاب مضطربة ومتوترة اطوار اللقاء وما ان لفظت المباراة آخر انفاسها حتى دقت طبول الفرح وارتاح قلب المكنين وانشرح ولا تسل عن الاجواء التي سادت نادي التعارف حيث اثر الرياضيون متابعة اللقاء تعانق وقُبل وتبادل للتهاني ودموع منهمرة صاحبها توزيع المشروبات والمرطبات في حين خرج الناس الى الشوارع هاتفين بحياة الرئىس بن علي وبمجد تونس الخضراء وبإنجازات المنتخب الوطني لكرة القدم. وقد ازدانت شوارع المدينة وعديد الفضاءات التجارية والخدماتية بالأعلام التونسية وبراية عملاقة وصور اللاعبين. وسار البعض الى منزل اسرة اللاعب الدولي قيس الغضبان مرددين Tunisie - Tunisie معاك ربي والنبي وقدّموا التهاني وشاركوا الاسرة افراحها. وسهرت لجنة احباء سبورتينغ المكنين وعلى رأسها السيد عبد المجيد حميمد شهر العلام على تأطير افراح الاحباء ونظمت بوسط المدينة حفلا ساهرا رقص فيه الجميع حتى الصباح. ولم تكتف هذه اللجنة باحتفالات مساء السبت بل حرص رئىسها على ان تجعل من مباراة الجولة الافتتاحية لمرحلة اياب القسم الوطني «ج» في مجموعة الوسط والجنوب والتي استضاف فيها سبورتينغ المكنين فريق نادي غمراسن الرياضية مهرجانا متميزا حيث علقت بأرجاء الملعب البلدي بالمكنين لافتات تهنئ الجميع بالتتويج الى جانب الاعلام التونسية ومعالم الزينة وغنى الجميع «صلوا على النبي».. وهتفوا لتونس ولرئىسها واشادوا بالمنتخب. وتعاهدوا على ان تستمر الافراح 7 أيام و7 ليال وفي خضم هذه الاحتفالات التقت «الشروق» بمجموعة من احباء المنتخب. عبد المجيد حميمد شهر العلام (رئيس لجنة الاحباء) فرحتنا بهذه الكأس لا حدود لها، حرصنا على تأطير هذه الفرحة التلقائية الكبرى. بهذا التتويج وعملنا على تواصل الافراح بمناسبة لقاء غمراسن فشكرا لهذا المنتخب الذي شرفنا. سفيان الحزقي (موظف) خفنا كثيرا من تأثير هدف التعادل للمغرب على معنويات لاعبينا لكن اتضح وان منتخبنا اصبح قادرا على تجاوز كل العقبات الصعبة. فألف مبروك لتونس. الهادي القابسي (مسؤول بنزل) اشكر كل لاعبي المنتخب على روحهم الانتصارية العالية التي مكنتهم من اثراء رصيدنا الكروي كما اشكر كل من ساهم في هذا التتويج من قريب او من بعيد وأملنا ان تتواصل هذه المسيرة الموفقة في قادم المواعيد. ابراهيم بن عجمية (رئيس نادي التعارف) عشنا فرحة كبرى، وقد حولنا فضاء النادي الى مسرح للفرح وعاشت المكنين ليلة من احلى لياليها، فألف مبروك لكل التونسيين بهذا التتويج القاري. نعمان المصلي (تارزي) كما ترون فإن كل ارجاء محلي ازدان بمعالم الزينة. اوقفنا العمل وبعد المباراة انغمسنا في الفرح الدائم بهذا التتويج. فتحي ساسي (موظف) ما احلى هذا التتويج. لقد اعاد لنا الحصول على الكأس الامل في المكانة الحقيقية لمنتخبنا. لقد كسبنا الكاس وفريقا للمستقبل.