مع احتداد موجة القريب وأنفلونزا الخنازير تزايد حجم النقص في الأدوية بالصيدليات العمومية والخاصة الشيء الذي يثير القلق على صحة المواطن التونسي خاصة الأطفال وكبار السن. بلغتنا تشكيات عديدة من المواطنين والصيدليات وحتى الأطباء الذين باتوا يغيرون وصفة الدواء بعد كتابتها وفقا لفقدان بعض أنواع الأدوية خاصة المضادات الحيوية والأدوية المسكنة للآلام .
أنفلونزا الخنازير
ويبدو أن القريب الموسمي وأنفلونزا الخنازير ساهما في مزيد تعميق الأزمة بخصوص الأدوية المضادة للالتهابات والحمى. وحسب بعض الصيادلة فإن الأدوية المفقودة لا تهم فقط أدوية القريب بل كذلك أدوية الأمراض المزمنة والخصوصية. ويستطيع الصيدلي تعويض الدواء بالنسبة للأولى لأنها أدوية خفيفة ولكنه لا يستطيع فعل نفس الشيء بالنسبة للأدوية التي تعالج الأمراض المزمنة خوفا من الزج بصحة المواطن في أية مخاطر كما لا يمكنه تغيير الأدوية الخصوصية، وفي هذه الحالة يطلب الصيدلي من المريض العودة إلى الطبيب لتغيير الوصفة.
خوفا من النقص
وخوفا من النقص في الأدوية أصبح للتونسي سلوكا جديدا يتمثل في تخزين الدواء خاصة الذين يعانون من مرض مزمن وأحيانا ينصحه الصيدلي بالقيام بعملية الخزن. كما ظهر سلوك جديد لدى المواطن التونسي يتمثل في الإقبال على شراء الأدوية نهاية الأسبوع تماما كما يشتري لوازم أسبوع كامل من مواد غذائية وغيرها من مستلزمات المنزل.وعموما عرفت أدوية القريب هذه الأيام إقبالا كبيرا من قبل المواطنين.
نقص في المستشفيات
رأت الدكتورة نادية فنينة مديرة إدارة الصيدلة والدواء أن المشكل لا يكمن في نقص الدواء بل في صعوبة الحصول على المعلومة وأضافت على العكس الصيدلية المركزية تعاني من فائض في الأدوية لأنه خلال السنة الماضية واجهنا إشكاليات التهريب والاستهلاك الليبي حيث لجأت الوزارة لتوريد أكبر كميات ممكنة مما انجر عنه حيث فائض هذه السنة ولكن عدم تمكن الصيادلة من المعلومة بما هو موجود أو غير موجود هو المشكلة. وأوضحت أن الصيدلية المركزية تضع على موقعها كل التفاصيل كما طلبت منها الوزارة القيام بيوم تحسيسي للهياكل الصحية المعنية للتعريف بما لديها. وقالت: «اجتمعنا يوم أمس بخصوص الأدوية في تونس وتحديد حاجياتنا في 2014 حضره صيادلة وأطباء لمسنا بعد الحوار بهم بخصوص تشكياتهم من النقص أن الإشكال في عدم وصول المعلومة».
وبخصوص الصيدليات العمومية الموجودة بالمستشفيات ذكرت أن الوزارة قامت بين 2000 و2010 بتوسيع قائمة الأدوية وسوف يتم توسيعها أكثر في غضون الثلاث أشهر القادمة وهذا حسب رأيها وسع الشعور بأن هناك العديد من الأدوية المفقودة إضافة إلى إشكالية التواصل مع الصيدلية المركزية.
ولم تنف تشكيات بعض المستشفيات من رجوع مطالب تزويد بعض المستشفيات بصفر استجابة وعند التدخل في شأنهم نجد أن هناك سوء تواصل بين الطرفين، وقالت يوم أمس قمنا بطلب تزويد لتوفير كميات أكبر لتزويد المستشفيات.