بمناسبة افتتاحها نظمت جمعية «المنتدى الثقافي» امسية ثقافية تحت شعار «دعما لثقافة الإبداع ولإبداع المثقف» وأثرت هذا اللقاء بمداخلة قيمة حول دور المثقف في الحفاظ على الهوية. وقد أقيمت هذه الأمسية مؤخرا بفضاء مركز الإعلامية الموجهة للطفل حيث تميزت بثراء المحتوى الذي شد الحضور سيما مداخلة الأستاذ محسن العمدوني أحد ضيوف الشرف على الجمعية والتي تناولت مسألة دور المثقف في الحفاظ على الهوية وذلك فضلا عن الفسحات الموسيقية التي تغنت بالحرية وأخرى قدمت خلالها بعض الأعمال الثقافية الإبداعية لعدد من المبدعين التونسيين.
وقد أشار السيد محسن العمدوني في مستهل حديثه إلى أهمية الفضاء الثقافي باعتباره مجالا رحبا لتعايش الناس فيما بينهم وتقاربهم وتحاورهم دون أن يفسد ذلك من علاقتهم شيئا متطرقا تباعا إلى أسباب تأخر العرب عن الغرب وتخلفهم عن هذا الآخر الغربي مفسرا ذلك ببعد المسلمين عن الدين الإسلامي وانصهارهم في الآخر الغربي بمحاسنه ومساوئه.
وأكد السيد العمدوني في مداخلته على ضرورة التقاء السياسة بالثقافة بقوله « انه لا انفصال بين السياسة والثقافة لأنه عندما تحمل الثقافة هم السياسة يحضر التطور والتحضر ونهضة الشعوب».
وتطرق ضيف هذه الأمسية إلى إبراز أهمية المعطى الثقافي في التصدي للآخر المستعمر وتحقيق مفهومي الحرية والاستقلالية مؤكدا على دور المثقف في الدفاع عن الهوية وتثبيتها عبر نضاله اليومي ضد كل من يستهدفها ويستهدف دينه كما أكد في حديثه أيضا على قدرة المسلم على التعايش مع مختلف الثقافات وانفتاحه عليها للأخذ منها دون أن يخشى على ثقافته وهويته من الذوبان في الآخر الغربي والانصهار معتبرا الظاهرة الثقافية ظاهرة مستعصية على التسييج.