مرت يوم 1 مارس ذكرى استشهاد البطل التونسي محمد الدغباجي الذي وقع إعدامه من قبل جنود الاستعمار الفرنسي في غرة مارس 1924 بعد أن صدر عليه الحكم غيابيا بسبب أعماله البطولية ضد الاحتلال في واقعة الزلوزة والمغذية والجلباينة وغيرها. ولد محمد بن صالح الدغباجي سنة 1885 وقد شارك في مقاومة الاحتلال الايطالي لليبيا ثم قاد مجموعة من المجاهدين في بلاده فواجه القوات الفرنسية وألحق بها خسائر في الأرواح وهز حضورها في المنطقة، وبعد تضييق الخناق عليه التجأ إلى ليبيا لكن قام الايطاليون بالقبض عليه سنة 1922 وسلموه إلى فرنسا فقامت بتنفيذ الحكم فيه في مسقط رأسه بالحامة أمام الأهالي في مشهد بطولي عندما رفض تغطية عينيه ليستقبل الموت بعين متحدية. وقد عبر عدد من نشطاء المجتمع المدني والمثقفين عن استيائهم بسبب مرور الذكرى بصمت ودون إحياء أو تذكير للأجيال بقيم البطولة والوطنية في أرقى مظاهرها وهي التضحية بالنفس من أجل الوطن . علما أن مسيرة الدغباجي سجلتها الذاكرة الشعبية ووثقتها بعض الكتب وعبر شريط إذاعي وفي مسلسل إذاعي أيضا وقد راجت أنباء عن إمكانية تصوير شريط سينمائي بعنوان قلب الأسد: ثورة الدغباجي ويخرجه محمد الهمامي ولكن يبقى تنظيم تظاهرة سنوية باسم الدغباجي مطلبا لعديد المثقفين من أجل تصحيح كتابة التاريخ وإنصاف الأبطال المنسيين وإحياء القيم الوطنية الصادقة وقد اعتبر المدون صابر غريبي سبب تجاهل الذكرى وإهمالها من مختلف الأطراف أن الدغباجي لم يؤمن بغير فكر المقاومة الشعبية من عمق المجتمع لذلك فان إحياء ذكرى استشهاده لا يعني الكثير للأحزاب أو الجمعيات لأنها لا يمكن المضاربة بها في بورصة المزايدات السياسية. أما السيد محمد علي رتيمي محافظ مستشار في وكالة التراث فقد عبر عن استيائه من غياب إعطاء الحدث قيمته فهذه الذكرى فرصة لإحياء قيم وطنية تتوارثها الأجيال ولإنصاف أحد أبطال البلاد وكذلك لتصحيح كتابة التاريخ خاصة مع وجود عدد كبير من الجمعيات في مدينة الحامة والناشطين في المجال الثقافي والفكري.