يهمل بعض التونسيين تناول وجبة فطور ا لصباح ولهذا الفعل الذي قد يتحول الى عادة سيئة أكثر من تأثير على النمو الصحي السليم للفرد. إن تطور نسق الحياة وضيق الوقت إضافة الى تغير المحيط الاجتماعي الذي يحيا فيه الفرد (لطالب مثلا) تمثّل عوامل أساسية مؤثرة في عاداتهم الاستهلاكية فكم من عامل في المصانع والمؤسسات يهمل فطور الصباح لضيق الوقت وكم من طالب وبعد ابتعاده عن محيطه الأسري الذي يحص على توفير مثل هذه الوجبة له في ظروف ملائمة يخير الابتعاد عن هذه العادة لا سيما وأن ميزانيته محدودة ونقوده بالكاد توفر له بعض السجائر. الأمرّ من كل هذا أن ظاهرة إهمال فطور الصباح تنتشر في صفوف تلاميذ المعاهد (معاهد المدن الكبرى خاصة) رغم أن أجسامهم في مثل هذه الفترة تحتاج الى الغذاء أكثر من غيرها. تأثير يؤكد الدكتور الطاهر الغربي على أن وجبة فطور الصباح من أهم الوجبات وإهمالها سلوك غير صحي قد يخلف تأثيرات «الاشكال أنها تأتي بعد فترة نوم تدوم ساعات طويلة بل هي عبارة عن فترة صوم قد تتواصل الى 4 ساعات أخرى يقضيها العامل أو التلميذ أو الطالب بمقر عمله أو على مقاعد الدراسة وتؤكد بعض الاحصائيات العالمية أن أكثر الحوادث التي تحدث بالمعامل أو المصانع نسبة كبيرة منها تحدث في الساعة الحادية عشرة (صباحا) ومنتصف النهار لما يصيب العامل من قلّة تركيز نتاج إهمال وجبة الفطور الأطفال في المدارس وفي المعاهد والطلبة فإن إهمالهم لهذه الوجبة يضعف قدرة استيعابهم ويحدّ من قوة تركيزهم وينقص من تجاوبهم مع أساتذتهم». وبصفة عامة فإن عدم تناول فطور الصباح من شأنه أن يخفّض من نسبة السكر في الدم ويؤثر على النمو السليم لجسم المراهق. وأمام كل هذا وذاك بقي أن نتساءل ما هو النموذج المثالي لفطور الصباح؟ يجيب الدكتور طاهر الغربي فيقول : «الأهمّ أن تكون وجبة الصباح متوزانة المكونات تحتوي على بروتينات وسكريات ومختلف العناصر الغذائية التي تمدّنا ب 1/3 حاجياتنا من السعرات الحرارية. من الضروري أن نعود لعادات أجدادنا وأن نأخذ كل صباح خبز (الخبز يحتوي على نشويات بطيئة الامتصاص والجسم كلما احتاج للسكر تمدّه مثل هذه العناصر الغذائية بذلك). وقليل من الزيت وبيض وكأس حليب لأنه مادة أساسية عامة لنمو الجسم وقليل من عصير الغلال الذي يحتوي على فيتامين (C)». إن الوعي بأهمية فطور الصباح في تكوين ونمو الجسم جعلت بعض الهياكل تقدم على اقامة تظاهرات ثقافية تحسيسية كتلك التظاهرة السنوية التي تقام بتمزرت (بولاية قابس) والتي تهتم بفطور الصباح التقليدي. الى هذا يحرص المعهد الوطني للتغذية من خلال بعض الحصص الاعلامية الى التحسيس بأهمية مثل هذه الوجبة. تظلّ هذه الوجبة حجر أساسي لنمو سليم ومتكامل.