تلبية للدعوة التي كانت قد توجهت بها اليهم نقابتهم،نفذ صباح امس العشرات من التجار المستقلين (المنتصبين فوضويا) وقفة احتجاجية أمام مقر الولاية بالعاصمة، معربين عن غضبهم لتوقف أشغال تهيئة القسم الثاني من مشروع فضاء «قرطاج» التجاري، مطالبين الوالي بالرحيل بعد ان رفعوا في وجهه شعار «ديقاج»، متهمين إياه باعتراض طريقهم في سبيل تحقيق مطالبهم التي وصفوها بالشرعية والسلمية. وقد شارك في هذه الوقفة الاحتجاجية عدد من التجار «الفوضويين» من كلا الجنسين نساء ورجالا، رافعين عددا من الشعارات على غرار: «يا الوالي وينو وعدك لينا رانا فدينا»، و«و النصاب صبرو طال»، و«الوالي ديقاج... الوالي ديقاج»، و«بالروح بالدم نفديك يا مشروع»... كما هدد عدد من المحتجين بالدخول في اضراب جماعي عن الطعام في حال ما لم تستجب السلطات الى مطالبهم وفي اسرع وقت ممكن. بعيد عن المهنة قريب من المكان هذا وقد أعرب عدد من المواطنين والمارة بالمكان عن مساندتهم المطلقة لمطالب التجار «الفوضويين»، حيث اكد استاذ التعليم العالي «خليفة شاوش» (مار بالمكان كان يتمتم فاقتربنا منه لنرصد انطباعه). والذي عبّر عن تضامنه مع مطالب التجار والتي وصفها بالشرعية، مضيفا: «للتجار الحق في طلب مكان يأويهم ويخلص العاصمة من النصب الفوضوية التي وان شوهت صورة الشوارع وتسببت في الازدحام بشكل ملحوظ الا انها تبقى وقبل كل شيء مصدر قوت العديد من العائلات التي لم تعد تجد ما تأكله». كما بين «شاوش» انه ما من مهنة قد تسبب لصاحبها المتاعب والمعاناة اكثر من الانتصاب الفوضوي، مدلفا: «ان المنتصب اكثر الناس عرضة للاعتقال والتنكيل وحجز البضاعة، فهل رأيت بعمرك مهنة اقسى من هذه المهنة؟»، وناشد «شاوش» رئيس الحكومة بالتدخل لوضع حد لمعاناة «المنتصبين» الذين نعتهم ب«المساكين» و«المظلومين». بدورها اوضحت «خديجة عياري» ان التجار المستقلين «ضحايا تصفية حسابات حزبية» -حسب قولها-، موضحة ان حزبا من الاحزاب الحاكمة يعتمد «سياسة هدر الوقت والمماطلة بغية حصد الاصوات في الانتخابات القادمة فهو لا يمكن احدا من مطلبه ان لم ينضم اليه» -حسب قولها دائما-. «مطالبنا العاجلة...؟» طالب كل من رئيس نقابة التجار المستقلين «عبد المؤمن الذهبي» ونائبه «معز العلوي» الجهات المسؤولة بضرورة الشروع الفوري في إنجاز اشغال القسط الثاني من الفضاء بالاعتمادات المتوفرةعلى ذمة المشروع، وبايجاد مكان معين يكون قريبا من العاصمة للعمل به بصفة وقتية في انتظار انهاء اشغال المركب، معلنين عن نية اعضاء النقابة في تنفيذ وقفة احتجاجية اخرى يوم الخميس القادم بساحة القصبة هذه المرة «بالاضافة الى نية عدد كبير من اعضاء النقابة في الدخول في إضراب جوع وحشي في حال عدم توفير مكان نزاول فيه عملنا بكل حرية إلى جانب اتباع نفس أساليب المضايقة التي تهدف الى حرماننا من العمل في الاماكن المعروفة بالانتصاب الفوضوي -على حد تعبير معز العلوي». كما طالب المحتجون الحكومة بالانطلاق في اشغال القسم الثاني من المشروع بالاعتمادات المتوفرة الى حين إيجاد حل لباقي الاعتمادات (حوالي 3 مليارات) في اجل أقصاه مدة أشغال القسط الثاني من فضاء «قرطاج».