رغم قساوة الطبيعة وبرودة الطقس دخل العديد من متساكني منطقة «وادي اللوز»، و«أولاد سليط» وخاصة «بوكحيل» التابعة لمعتمدية الكريب من ولاية سليانة في اعتصام مفتوح. وذلك أمام مقر إدارة ديوان تنمية الغابات والمراعي بالشمال الغربي بالمكان، إذ قاموا لهذا الغرض بتثبيت خيمة، وذلك بعد أن تأكدوا من لامبالاة الإدارة المعنية بالجهة، ومماطلتهم في أكثر من مرة، رغم عديد الشكايات المقدمة لهم من اجل التدخل بالمناطق المذكورة، والغوص بين مسالكها الوعرة، والتدخل لفائدة متساكنيها الذين لفهم النسيان منذ عقود، لذلك قرر العديد من متساكني هذه المناطق الدخول في اعتصام مفتوح، إلى حين اتضاح الرؤية من قبل المسؤولين المعنيين.
المناطق الثلاث وهي «وادي اللوز» و«اولاد سليط» و«بوكحيل» تتقاسم نفس المعاناة التي عطلت شؤونهم كانعدام الماء الصالح للشرب، والنور الكهربائي للبعض من متساكنيها، وفي هذا الصدد يقول السيد محمد الصالح العبيدي، بأنه تقدم رفقة بقية المتساكنين المعنيين بعديد المكاتيب للعديد من المسؤولين المعنيين، وطرقوا عديد أبواب المكاتب، وخاصة ديوان تنمية الغابات والمراعي سواء بالكريب، أو بمقر الإدارة الجهوية بباجة، لكن دون مجيب بالرغم من أن هذه المناطق المذكورة، معنية بالتدخل من قبل الإدارة المعنية، لكن لأسباب مجهولة، تم تناسيها وبالتالي تجاهلها، مضيفا بان هناك مناطق أخرى مجاورة لهذه المناطق شملها التدخل من قبل الديوان، وذلك في العديد من المشاريع، متسائلا هل أننا ننتمي لهذه الرقعة ؟أم أن هذه المناطق غير متواجدة بخرائط ديوان تنمية الغابات والمراعي بالكريب؟الشيء الذي زاد من حيرتنا وعمق الفجوة بيننا وبين بقية المناطق.
أما السيد علية بن يوسف فيقول بأن الإدارة المعنية، من أوكد مهامها التدخل بالمناطق ذات الاحتياجات، من اجل تقليص الفجوة بين المناطق النائية والمعزولة، مثل تدخلها بالمسالك الفلاحية، أو مد شبكات الكهرباء، أو الماء الصالح للشرب... لكن ظل حالنا كما هو منذ أكثر من عقدين، ونحن نمني النفس بعيش كريم، من خلال توفير ابسط الضروريات الحياتية، من تهيئة المسالك الفلاحية، ومد شبكة الماء والكهرباء.
السيد محمد بن ابراهيم العبيدي هو الآخر وجدناه داخل الخيمة، واحد متساكني منطقة «بوكحيل»، أكد لنا خلال محادثتنا معه، بان المنطقة تعتبر من أهم المناطق بكامل معتمدية الكريب، وذلك لقربها من منطقة العمران أولا حيث تكون مقصدا للعديد من العائلات خلال فصل الصيف، للتنزه واستنشاق روائح الزعتر والإكليل، والابتعاد عن ضوضاء المدينة، بها مناظر طبيعية خلابة، لكن مقابل ذلك مازالت هذه الربوع تشكو العديد من النقائص، والتي كثيرا ما أحالتنا في دائرة العزلة عن العالم الخارجي، دون نسيان ما سببه هذا التهميش الذي اعتبره متعمدا من الديوان في انقطاع أبنائنا عن الدراسة بصفة مبكرة، بالرغم من تفوقهم، لكن رداءة المسالك الفلاحية، وانعدام النور الكهربائي بالعديد من المنازل، عجلت بانتشار الأمية لدى العديد من أبنائنا، وكل هذا بسبب تجاهل إدارة ديوان تنمية الغابات بالشمال الغربي بالكريب للتدخل لفك عزلة هذه العائلات، التي مازالت إلى حد اليوم تجاهد للمكوث بهذه الربوع، لخدمة الأرض، وتربية الماشية، وإنتاج الأغطية الصوفية، وتربية النحل، رغم ما تعرف به المدينة من مغريات كبيرة، وبالرغم من المصاعب التي نعاني منها بهذه المنطقة النائية.