العقيد لطفي القلمامي عنوان لمظلمة متنقّلة ولمعاناة تتواصل منذ فترة تولّى فرحات الراجحي مقاليد وزارة الداخلية.. فقد ورد اسمه خطأ ضمن قائمة ال42 ضابطا الذين أحيلوا على التقاعد الوجوبي حيث ورد اسمه: لطفي القلماوي (والحال أنه القلمامي).. كما وردت صفته تحت «مدير عام» والحال أنه ضابط عادي ومغضوب عليه منذ سنوات طويلة بسبب خلاف مع أحد الأصهار.. كما أضيفت له 8 سنوات كاملة لتبرير إحالته على التقاعد واتهم ظلما وبهتانا بالمشاركة في الهجوم على مكتب الراجحي في حين أن كل الشهادات أكدت أنه لم يغادر مكتبه في ذلك اليوم. ومنذ ذلك التاريخ بدأ العقيد لطفي القلمامي رحلة طويلة وشاقّة لنقض هذا القرار الجائر وإثبات براءته واسترجاع شرفه المهني المخدوش باطلا.. رحلة قادته الى عديد المنابر الاعلامية من جرائد وإذاعات.. وقادته الى قرع الكثير من أبواب المسؤولين في الأحزاب وفي المجلس التأسيسي وحتى في الحكومة حيث وصل الى مقابلة السيد علي العريّض لما كان على رأس الداخلية. ويُذكر أنه تفهّم وضعه وتعاطف معه ودعاه الى مواصلة الدفاع عن حقّه لأنه على يقين أنه مظلوم».. خاصة وقد رفع العقيد لطفي أمره الى القضاء الاداري الذي قضى ببطلان قرار الطرد وبأحقيته في العودة الى عمله.
«هل أصبحت قضيتي قضية دولة»؟ سؤال يطرحه العقيد لطفي القلمامي بحيرة ممزوجة بالغضب وبصرخة قهر في وجه الظلم واللامبالاة والأبواب الموصدة.. فكل الحجج والبراهين تنصفه لكن الممسكين بالملف يرفضون الإذعان لمنطق الحق والقانون ولمقتضيات العدل والإنصاف.. ويمضي العقيد لطفي متسائلا «كيف تتواصل هذه المظلمة ونحن في عهد ثار فيه التونسي من أجل الحرية والكرامة»؟ وكيف أسلب حقّي في عهد يفترض أنه يعلي القانون والمؤسسات؟ وكيف يفرض عليّ وعلى أبنائي وعائلتي أن نتسلّل بين نظرات وكلمات الشكّ والتعاطف لذنب لم أقترفه ولخطإ لست مسؤولا عنه؟ وفوق هذا بوجود قرار قضائي ينصفني ويردّ لي اعتباري. الآن بدأت رياح التفاؤل والأمل تهبّ على العقيد لطفي بانتهاء فترة الانتظار والترقّب وبوصول وزير جديد على رأس الوزارة.. وزير قادم من القضاء ويميّز جيدا صرخة المظلوم وينحاز للحق والعدل.
وقد تعدّدت المؤشرات والتسريبات عن قرب نهاية المظلمة وهو يطمح الى أن يتم تكليفه بإحدى المهام في الداخل أو في الخارج وقد اكتسب تعاطف الجميع من أمنيين ونقابات أمنية ورأي عام.
فهل يلحق بأمانة مجلس وزراء الداخلية العرب أو يعيّن ملحقا بإحدى السفارات أم يعاد الى سالف عمله؟.. فرضيات ينتظرها العقيد لطفي وكلّه أمل ورجاء في رؤية معاناته الطويلة تنتهي لتنتهي معها معاناة عائلة بأسرها.