نظم الفرع الجهويّ للجمعيّة التّونسيّة للنّهوض بالصحّة النّفسيّة بالتعاون مع نادي «ليونس كاب أفريكا» بالمهديّة مؤخرا يوما دراسيّا مفتوحا بأحد نزل المدينة حول مرض التوحّد عند الأطفال تحت عنوان»أنا طفل متوحّد وعندي حيوان». وقدّم المشاركون في التظاهرة من ذوي الاختصاصات المختلفة في مجال مرض التوحّد تفسيرات علميّة للمرض، والتّعريف به في محاورات مع الأولياء والردّ على أسئلتهم، مؤكدين على ضرورة الحرص على تشخيص الظّاهرة منذ الأيّام الأولى للرّضيع الذي لا يتجاوب خاصّة مع أمّه، وخاصة ذاك الذي يبدو شارد النّظرات، ومع مرور الوقت يعتزل الجميع، ويفقد النّطق مع الاتيان بأشياء غريبة كتكرّر حركاته على نفس الوتيرة عند اللّعب، وميله للانفراد بنفسه، وعدم الاندماج مع أنداده وحتّى أشقّائه في شعور يبدو كعدم الاكتراث واللاّمبالاة بمن حوله وبالمحيطين به من كلّ أفراد عائلته، اضافة الى انعدام التّحديق في عيني أي كان لمدّة قصيرة كعلامات تضمّنتها مطويّات هي عبارة عن استبيان وقع توزيعه على الحاضرين والحاضرات في اليوم المفتوح الذي تطرّق فيه أهل الاختصاص الى الطّرق العلاجيّة باستخدام السباحة، والحيوانات الأليفة، والموسيقى عزفا واستماعا.
أكثر من طبيبة نفسيّة، وباحث وباحثة مع أعضاء الجمعيّة والنّادي «ليونس» الدّاعم للتظاهرة كانوا منكبّين منذ بعث نواة هذا الفرع الجهويّ الوحيد في ولاية المهديّة لاحتضان الأطفال المصابين بالتّوحّد في فضاء ضيّق، وغير مجهّز بما يلزم من أدوات عمل للاحاطة النّفسيّة بأطفال عددهم لا يفوق العشرين طفلا وطفلة في جهة تعدّ حسب الاحصائيّات أكثر من 500 طفل يجهل الوليّ تشخيص مرض ابنه خاصّة في الأرياف والمناطق الدّاخليّة، هذا فضلا عما يقتضيه العمل الميدانيّ من ضرورة توفير فضاءات رحبة لمرضى يبدو عليهم الضّيق في الفضاءات المغلقة، وما يستوجب من استخدام طرق العلاج بالموسيقى، والحيوانات الأليفة، والرّحلات والسّباحة وغيرها من الطّرق العلميّة المستحدثة التي أشار اليها المتدخّلون.
كما طالب المختصون والمشاركون في هذا اليوم المفتوح السّلطات الجهويّة والوطنيّة العمل على بعث مقرّ للفرع الجهويّ أرحب يكون خارج مواطن العمران، وتجهيزه بوسيلة نقل، وبالمعدات اللازمة بما يفي بخدمة أطفال الجهة على أحسن الوجوه باعتبارهم جزءا لا يتجزّأ من تركيبة البلاد، ليجتازوا هذه الفترة الحرجة، وليتمكنوا من النّبوغ والتّألّق شأن عباقرة عرفهم التّاريخ أمثال أنشتاين وفان غوغ وغيرهما.