مازالت جندوبة رغم أهمية ثرواتها المائية تعيش العطش في الوقت الذي أصبح فيه تحصيل الماء الصالح للشراب يعد مشكلا عند الكثيرين ويسبب المعاناة رغم أن المياه على مرمى حجر. بما أن مسألة التزود بالماء الصالح للشراب مثلت معضلة كبيرة بجهة جندوبة رغم أهمية المخزون المائي بالجهة وهو ما استدعى تزويد الجهة ب 10 مشاريع للتزود بالماء الصالح للشراب بين سنتي 2011 و 2012 منها ما انتهت ومنها مشاريع مازالت بطور الانجاز وهي مشاريع بلغت كلفتها الجملية 88 مليارا مع العلم أنها تراوحت بين ما أنجز وبين ما هو بطور الانجاز وبين ما هو معطل لأسباب فنية وتقنية وعقارية .
المشاريع عرفتها مختلف معتمديات الجهة فقد شهدت معتمدية بلطة بوعوان مشروع تزويد منطقة الركاركة من عمادة السمران وهو مشروع بقيمة 139 ألف دينار وكذلك مشروع تزويد منطقة السخيرة من نفس العمادة بقيمة 535 ألف دينار رغم كونه من المشاريع المعطلة .أما معتمدية جندوبة الشمالية فقد شهدت ثلاثة مشاريع الأول يتمثل في تزويد تجمع سكني بالدار الحمراء من عمادة سطفورة بقيمة 143 ألف دينار ومشروع تزويد منطقة الهنايدية من عمادة الفردوس بقيمة 112 ألف دينار والثالث تزويد مركب بني مازن من عمادة بلاريجيا بقيمة 815 ألف دينار .
معتمدية طبرقة شهدت بدورها مشروعا في التزود بالماء الصالح للشراب من خلال تدعيم طاقة الخزن ببناء خزان وهو مشروع بكلفة 794 ألف دينار . أما معتمدية فرنانة فتمتعت بمشروع تزويد منطقة المقرون من عمادة فرنانة بقيمة 219 ألف دينار وفي نفس الاطار شهدت معتمدية وادي مليز تزويد منطقة أم هاني من عمادة حكيم الجنوبية و هو مشروع بكلفة 1.065 مليارا وقد بلغت نسبة الانجاز فيه 50 بالمائة وفيما يتعلق بمعتمدية عين دراهم فقد شهدت تزويد قرية التباينية بالماء الصالح للشراب بكلفة 131 ألف دينار وقد بلغت الانجازات نسبة 90 بالمائة . تأتي هذه المشاريع العامة بكامل تراب الجهة والمتعلقة بتيسير سبل تحصيل الماء الصالح للشراب لتجاوز التعب والمعاناة في الوقت الذي يتواصل فيه مشروع المحاور الكبرى لتحسين نسبة التزود بالماء الصالح للشراب بالمناطق الريفية البعيدة والمعطشة وهو مشروع وطني بكلفة 84 مليارا وبلغت نسبة التقدم في الأشغال فيه 70 بالمائة وهو ذات المشروع الذي شهد التعطيل في الكثير من المناسبات لأسباب طبيعية بحكم وعورة التضاريس وكذلك أسباب عقارية وبشرية ظهرت وفي أكثر من منطقة تعطلت بها الأشغال لشهور كانت كافية لتقدم المشروع بنسبة أكبر وهو ما يتطلب وعي المواطنين و اسهامهم في نجاح هذا المشروع على اعتبار تقديم المصلحة العامة قبل الخاصة والتأكد من أن بقيامه ستتمتع مئات الآلاف من العائلات البعيدة من الماء الصالح للشراب وتتجاوز الخط الأحمر من المعاناة وسوء الحال.
عموما ورغم أهمية هذه المشاريع وقدرتها على تحسين جودة الماء بالجهة كما وكيفا فان الحاجة للتزود بالماء الصالح للشراب يبقى من أهم الأولويات بالجهة وهو ما من شأنه أن يقلص من ظاهرتي الاحتجاجات والاعتصامات نظرا لحاجة السكان لها المرفق الضروري للعيش الكريم وتجاوز واقع التعطيش والمعاناة .