بعد ما يقارب الاثنتي عشرة سنة على انعقاد الملتقى الوطني للعالم علي القلصادي عاشت مدينة باجة مؤخرا على وقع هذا الحدث العلمي الذي تواصل ليومين كاملين وتضمن محاضرات قيمة حول تاريخ القلصادي وقيمته العلمية والرمزية في الجهة. وتميز هذا الملتقى الذي نظمته المندوبية الجهوية للثقافة بالتعاون مع الفرقة المسرحية الحبيب الحداد وذلك تحت اشراف وزارة الثقافة بقيمة المحاضرات التي قدمت من قبل خيرة أساتذة الجهة ومثقفيها وعارفيها بتاريخ هذا العلامة ورمزيته العلمية والحضارية حيث احتضن فضاء قصر البلدية هذه المحاضرات على امتداد يومين متتاليين. و قد قدم الدكتور زهير بن يوسف الحقوقي والدكتور في اللغة والآداب العربية محاضرة قيمة كانت أولى المحاضرات بعنوان» التفكير العلمي حول القلصادي» تحدث فيها عن مكانة هذه الشخصية التي برعت في العلوم الرياضية والدينية والفقهية وكذلك اللغوية كما بين ارتباط اسم القلصادي بالجهة باعتباره كان من علمائها الذين ساهموا في اشعاعها وجعلها قبلة للدارسين والباحثين وطلبة العلم في تلك الحقبة من الزمن.
المداخلات تواصلت في اليوم الثاني مع الدكتور محمد الباجي السويسي حول موضوع «البحث العلمي في تونس : الواقع والآفاق» تلتها مداخلة ثانية بإمضاء الأستاذ عبد العزيز الباجي عكاز بعنوان «الطب الامبريالي دافيد أرنولد» وقد انتظمت هذه المحاضرات بالتوازي مع معرض ورقي لمخطوطات القلصادي كما احتوى عينات من «شرح فرائض مختصر خليل» و«كشف الأستار عن علم حروف الغبار» الى جانب عرض لبعض المؤلفات والدراسات مثل «رحلة القلصادي لأبي الحسن علي القلصادي الأندلسي» لمحمد أبو الأجفان الأستاذ بجامعة الزيتونة للشريعة وأصول الدين وكتاب «مدخل الطالبين لفهم كلام المعربين» لعلي بن محمد بن علي القرشي.
وقد جاء هذا الملتقى تكريما للعالم علي القلصادي الأندلسي البسطي الذي تميز بغزارة علمه وثراء آثاره المعرفية في مختلف العلوم والمعارف.
وذكر الدكتور بن يوسف أن هذه المناسبة ثمينة وهي من الأهمية بمكان رغم عودتها بعد غياب طويل للتعريف بهذا القطب المعرفي واطلاع الشباب سيما الباحثون منهم والدارسون على هذه الشخصية الفذة التي تركت آثار ومؤلفات هي مراجع لطالبي المعرفة كما أن علاقة هذه الشخصية بالجهة يحتم التعريف بها ولفت الانتباه اليها حفاظا على الارث الثقافي المعرفي للجهة وللأجيال الصاعدة.