نظمت المدرسة الوطنية للمهندسين بالتنسيق مع مخبر الهندسة المدنية ووزارتي التعليم العالي والتجهيز والإسكان ملتقى دوليا بمدينة طبرقة حول الانزلاقات الأرضية بمشاركة 130باحثا وطالبا يمثلون 10دول افريقية، آسيوية وأوربية وافتتح هذا الملتقى السيد ماجد جامعي رئيس لجنة التنظيم وأستاذ جامعي مرحبا بالضيوف ومثنيا على المشاركة الهامة من مختلف القارات ما يعزز تبادل الخبرات بين الدول والبحث عن حلول لهذه الظاهرة مشيرا إلى أن انتشار الانزلاقات بالشمال الغربي والتي كانت من المواضيع المسكوت عنها لذا لابد الآن من تشخيصها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .ثم قدم السيد «ديريك فابر»(فرنسا)مداخلة حول عينة من الانزلاقات بمنطقة «قرونوبل» تحدث فيها عن الأسباب المؤدية لذلك مثل التعرية وضعف الأرض على المقاومة إلى جانب المنحدرات والسفوح التي تساهم في الانزلاقات والأمطار الغزيرة وذوبان الثلوج ،وقدمت الباحثة ألقا مفارولي(اسبانيا) رسوما بيانية شرحت من خلالها تشبع الأرض بالماء ما يؤدي إلى تحركها وبالتالي حدوث انزلاق أرضي مشيرة إلى الأسباب الجيولوجية والمتعلقة بالطبقات الطينية وشدة الانحدار وقوة الجاذبية ومن الجزائر قدمت الباحثة ليندا جربال مداخلة حول الانزلاقات الأرضية بمنطقة «تيزي وزو» والتي تعود أساسا إلى الموقع الجغرافي للجهة المتواجد في منحدر وكميات الأمطار الكبيرة التي تتساقط ما يجعل الطبقات الأرضية عرضة للانزلاقات والتحرك مشيرة إلى صعوبة التوصل لحلول نهائية ليبقى إجلاء السكان مبكرا من أنجع الطرق كما تحدثت الباحثة التونسية لمياء تويتي عن ظاهرة الانزلاقات الأرضية بتونس وخاصة بإقليم الشمال الغربي والتي تعود أسبابها إلى مساهمة الإنسان من خلال الاستغلال المفرط للثروات الغابية وعدم الاعتماد على دراسات علمية أثناء مقاومة الانجراف مشيرة إلى الطرق العصرية التي تعتمدها العديد من الدول للحد من هذه الظاهرة كما أكدت السيدة هدى قيراص (تونس) على ضرورة تشريك خبراء من تونس أثناء استصلاح الانزلاقات الأرضية بالطرقات ما يجعل التكلفة تكون أقل والتدخل ناجعا ،هذا وتم خلال الورشات مناقشة أسباب الانزلاقات الأرضية من خلال عرض بعض الصور والأشرطة الوثائقية والتي أشارت إلى قدم الظاهرة في جل البلدان منها الحصن الجنوي بطبرقة لكن تأخر الأبحاث العلمية والتدخلات العشوائية أدى إلى تفاقمها خاصة بالطرقات وبعض الأحياء الآهلة بالسكان والواقعة في تضاريس صعبة. المشاركون من الطلبة أثنوا على هذا الملتقى الأول من نوعه وأهمية تبادل الخبرات وهو ما أشارت إليه الآنسة رحمة بن عمر التي أدكت على أهمية الانفتاح على تجارب وخبرات الغرب في مجال الانزلاقات الأرضية التي تحولت ظاهرة حقيقية بتونس كما تحدث الشاب الباحث حسام الطرابلسي على ضرورة تشريك الخبرات التونسية أثناء استصلاح الانزلاقات وتبادل الخبرات ومثل هذه الملتقيات من شأنها أن تؤسس لعقود شراكة في هذا المجال بين جل الدول وتم على هامش هذا الملتقى عرض آخر الابتكارات العلمية في مجال الانزلاقات من طرف بعض الشركات التونسية الفرنسية واختتمت المداخلات بزيارة ميدانية للطريق الوطنية عدد17 التي جدت بها انزلا قات ومنطقتي ببوش والبازدية من معتمدية عين دراهم لمعاينة بعض الحالات ودراستها لاحقا.