كيف السبيل للوصول الى الحقيقة المدخل الاساسي والضروري للعدالة الانتقالية، خبراء وأساتذة مختصون يبحثون ويحللون معنى»الحقيقة». أكد الدكتور حمادي براهمي «أن مفهوم الحقيقة يتحدد من جهة تطابق الحكم مع الواقع».
وأضاف خلال اللقاء الفكري حول «ما الحقيقة؟» الذي عقد في اطار الاحتفال باليوم الدولي للحق في معرفة الحقيقة في ما يتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان واحترام كرامة الضحايا والذي سجل حضور وزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية ووزير الثقافة والدكتور كمال الدين قحة والبعض من الأساتذة «أن اسهامات الفلسفة المعاصرة بامكانها أن تقرب الأمر في مسألة الحقيقة وأن التصور التقليدي لها غالبا ما يكون تصورا تاريخيا».
واعتبر أن الحقيقة مسألة لغوية وأن الحقيقة والتبرير لهما نفس المعنى فكل قول في الحقيقة يخفي تبريرا ما وأنه لا حياد للحقيقة ولا معايير وأسس ثابتة لها . كما أكد أن الحقيقة مبحثا نظريا صرفا.
أما الدكتور المولدي اليوسفي (أخصائي في علم الاجتماع) فقد تطرق الى تعريف لفظ الحقيقة من حيث هي الثبات والاستقرار وأشار أن حقيقة الشيئ هي ما نتمثله وهي بناء فكري ناتج من ثقافة معينة.
وعن علم الاجتماع أفاد أن هذا العلم هو علم مزعج يأبى دخول بيت الطاعة وأنه اذا دخل هذا البيت فقد نفى صفته وأن علم الاجتماع يمثل أروع جدلية بين المجرد والمادي.
وأشار في مسألة العدالة الانتقالية الى أن بعض الذين تعرضوا للظلم في عهد الاستبداد يريدون أن يعرفوا الحقيقة كاملة لكن هل هي الحقيقة كما يسوق لها وزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية والتي هي بمثابة مسكنات.
أم نريد من الحقيقة في العدالة الانتقالية أن تكون بمثابة عملية جراحية تستأصل الداء. أما الدكتور حسين بوزيان فقد تطرق في مداخلته الى الحقيقة والعدالة وتولى تقسيمها الى جزئين الأول تعرض لمسألة الحقيقة وآليات العدالة التقليدية. أما الجزء الثاني فقد تطرق الى الحقيقة وآلياتها في ظل العدالة الانتقالية.
وأشار الى علاقة الحقيقة بالقانون الطبيعي الذي لعب دورا تاريخيا في مقاومة الاستبداد ولاحظ أن مفهوم العدالة الانتقالية يعتبر أن الحقيقة نسبية ,وأشار أن في القانون الجزائي الكذب لا يعاقب عليه القانون والتدليس مجرد تغيير الحقيقة وليس جريمة والتحيل الضريبي لا يحميه القانون ليخلص الى القول « في كثير من الحالات النصوص القانونية تخفي الحقيقة».
كما أن مفهوم الحقيقة بمعياره القانوني يختلف عن المفهوم بمعياره الديني والفلسفي والسوسيولوجي. أما الدكتور مراد اليعقوبي فقد أكد أن الحقيقة في التاريخ وهم وأشار الى أنه رغم التقدم في وسائل التحليل أصبحنا نتصرف بأكثر تواضع خاصة بعد أن بينت الدراسات الانسانية أن الانفصال بين الذاتي والموضوعي هو أيضا وهم. واستند في تحليله الى بعض الأحداث التي عرفتها عدة جهات في تونس بعد الثورة والتي أكدت أن كل طرف له حقيقته وتأوله للأحداث.