في بادرة طريفة من نوعها وعميقة في أبعادها تم مؤخرا بعث مهرجان موسيقي بسوسة عنون «بحنين» يقوم على ثلاثة أهداف تشجيع مواهب الجهة غناء وعزفا واحياء الأغاني الخالدة الشرقيةالغربيةوالتونسية والهدف الثالث تكريم وجوه موسيقية من الجهة على حد تأكيد مديره وليد بسباس. «مهرجان حنين» جاء تناغما مع شهر التراث بمباشرة من الغرفة الفتية الاقتصادية سوسة جوهرة برئاسة الاعلامي وليد بسباس والذي أكد ل«الشروق» ان «هذه التظاهرة هي بالأساس فرصة لمبدعي الجهة في المجال الموسيقي للتعبير عن وجودهم وتفعيل ابداعهم ونافذة لإعادة الروح لعدة أغاني عربية وعالمية خالدة وردّ جميل لوجوه أعطت الكثير في مجال الموسيقى بالجهة واثراء لشهر التراث بالانفتاح على التراث الموسيقي العالمي والعربي عموما. سهرة ترابط الأجيال السهرة الاولى كانت بإمضاء نخبة من الوجوه الشابة بمشاركة خاصة من نوال غشام والتي كانت من بين الوجوه المكرّمة وغنّت «تكذب عليّ»، «جواباتي»، «كوكتال تونسي»، و«عيني يا للاّ» وكالعادة كانت وفية لحضورها المتميز وتفاعل معها الجمهور كثيرا ولم تكن الوجوه الاخرى المشاركة أقل ابداعا من نوال، وهي: عماد مسعود الذي غنى «الحب كله» و«أي دمعة حزن لا» هند الصفاقسي (إيه بيسألوني سألوني الناس) نسرين الدريدي (في يوم وليلة كان يا ماكان عيون القلب أنا بعشقك تعلّق قلبي) محمود فريح (يعيشها ويحميها أنا كي الطير كي جيتينا) مراد ابراهيم (علّي جرى موعود). وتم في هذه السهرة التي تميزت فيها ايضا فرقة «دندنة» بقيادة الفنان سفيان الخشين تكريم: رشيدة الجربي الشتيوي أول أستاذة موسيقى بالساحل الفنان العزام العفريت الذي كوّن العديد من الموسيقيين بالجهة نجاة عياد النابلي التي أدارت العديد من التظاهرات الثقافية، كما تم تكريم السيدة رقية التومي كأول سائقة حافلة في تونس والعالم العربي منذ 1976. مواهب تستحق أكثر من اهتمام السهرة الثانية أمّنها نور شيبة الذي غنى بعض انتاجاته وأغان تونسية أخرى احتفالية، فيما كانت السهرة الثالثة بإمضاء نجما ستار أكاديمي وسوبر ستار نادر ڤيراط الذي غنى أجمل الأغاني الغربية الكلاسيكية الخالدة انتشى لها الجمهور الحاضر، فيما أطرب مروان علي الحاضرين بمختارات شرقية وكانت المفاجأة في «ديو» جمع نادر بمروان في أغنية «أتحدى العالم» لصابر الرباعي، أديت مناصفة باللغتين الفرنسية والعربية أمتعت الحاضرين. أصوات غير محظوظة يبقى حيدر أمير ومنجية الصفاقسي من الأصوات التونسية المتميزة جدا والتي للأسف لم تجد الى الآن حظها في الانتشار والاستثمار، وما عكساه في السهرة الاختتامية ليلة 13 ماي دليلا قاطعا على ذلك لما أبدياه من روعة في الاداء وتميز في الحضور وطاقة صوتية قادرة على الذهاب الى أبعد من ذلك، وقد أطربا الحاضرين الى حد النشوة فكانا مسك ختام لتظاهرة أحكم تنشيطها غازي خليل منشط «اذاعة جوهرة» في مهرجان يستحق كل الدعم. غرفة بمشاريع فتية منذ التحاقه برئاسة هذه الغرفة حقق الاعلامي وليد بسباس نقلة نوعية في الانشطة الثقافية والفنية لهذه الغرفة وتحولا متميزا في بقية الانشطة متحديا كل الصعوبات خاصة المالية معتمدا على مجموعة من الشبان يتّقدون حيوية وطموحا من اجل تفعيل الحس المدني بأنجع الطرق محققين نتائج جد ايجابية في مختلف الانشطة المبرمجة بفضل تخطيطهم المحكم وجدّيتهم المستمرة.