دمّر، وأحرق، وهدّم، تقدّم وازحف.. ارفع رأسك عاليا، فأنت أسدا في عرينه وأسامة سيفتك بتلك الضباع الباحثة عن الدم في الجسد السوري الجريح.. مزّقهم أشلاء ولا تقبرهم، بل اتركهم للغربان الناعقة الملتحفة بالسّواد التي كانت وراء دلّهم على عرينك ظنا منها أنك جريح، ضعيف، عليل.
تلك الغربان المتخفية وراء التلال البعيدة عن عرينك والتي أعمتها حبوب رمال الصحارى التي يسكنونها.. فبات نعيقها القبيح يصمّ الآذان، وقادها قبح منظرها ورجس أفعالها الى التطاول على الرجال الأشاوس الذين حموا بوابة الشرق لعقود طويلة ولازالوا..
تلك الغربان السوداء والتي ازداد سواد منظرها الكئيب بعد أن تمرّغت في مجاري النفط العفنة، فباتت جيفة، متنقلة تاركة رائحتها النتنة أينما مرّت، وأينما حلّت.. تلك الغربان حلقت نحو الشام وخلفها مجموعة من الضباع المتلهفة لنهش اللحم ومصّ الدماء الطاهرة لأهلنا في سوريا العزيزة.
تصوّرت تلك الضباع الحمقاء والمغرّر بها أن الجسد السوري لقمة سائغة وأن الفتك به في متناول يدها، وأنه طريدة سهلة، فجمعت نفسها في مجموعات إجرامية لتعيث فسادا في بلاد الخلافة الأموية ظنا منها أن فعلها ذاك هبة من السماء، فإذا بسماء سوريا ترعد في وجوههم القبيحة لتمزّقهم أشلاء بعد أن تخلّت عليهم الغربان القبيحة. تزلزلت أرض الشام تحت أقدامهم التي دنست التراب السوري، وأنزلت السماء حممها فوق رؤوسهم الملتحفة بالسواد، فباتوا كالجرذان المذعورة من مطاردة نسور الجيش العربي السوري لها فوق كل شبر من تراب سوريا الحبيبة.
هؤلاء المجرمون القتلة المأجورون الذين باعوا ضمائرهم لشيطان النفط وأمواله القذرة الوسخة العفنة.. لا يعلمون أنهم ورقة استعملت من طرف أشباه الرجال لتصفية الحسابات مع سيّدهم في الشام نتيجة وقوفه في وجوههم وضد مخططاتهم الرجعية لتقسيم الشام والعبث بكيانها وهتك عرضها، متصورين أنهم في طريق مفتوح كما فعلوا في ليبيا ومع رمزها الشهيد معمر القذافي والذي يبكيه الآن الشعب الليبي، إلا فئة قليلة باعت شرفها وعرضها وعلى رأسهم خرّيج سجون باغرام وغوانتنامو. ولكن حساباتهم كلها سقطت في المياه الراكدة القذرة، عندما جوبهوا بقوة وبسالة، رجال الشام، وحرائر الشام، وأطفال الشام، وشيوخ الشام.. وتاريخ الشام.