منذ شهر ماي 2012 تاريخ انتخاب رضا شرف الدين رئيسا للنجم خلفا لحافظ حميّد انتظر الأحباء أن تتغيّر الأمور نحو الأفضل وأن تنقشع غيوم المواسم الأخيرة وتستعيد «ليتوال» توهّجها وهيبتها محليا وقاريا، ولكن تغيّرت الأسماء واتخذت القرارات دون أن يتحقق الانفراج، بل مثل تراجع مردود الفريق وعدم انتظام نتائجه وتفريطه في بعض أعمدته الى جانب تغيير الاطار الفني محور تساؤلات وانتقادات الأحباء. «الشروق» استضافت رئيس الجمعية للحديث عن الوضع الحالي للفريق ومستقبله وعدة محاور أخرى.
عرفت نتائج الفريق ومردوده عدة تقلبات.. فكيف ترسم لنا الصورة؟
النجم بامكانياته المتوفرة قادر على أن يكون في صورة أفضل والنتائج المحققة الى حدّ الآن كان من المفروض أن تكون في مستوى انتظارات القاعدة الجماهيرية للفريق.. نحن كهيئة مديرة واعون بهذا التراجع وشاعرون بما يختلج في نفوس الأحباء ومقدّرون لردّة فعلهم ولأجل ذلك تحرّكنا ووضعنا الجميع أمام مسؤولياتهم حتى يتحقق التدارك وتكون المواعيد القليلة القادمة مؤشرا لاطّراد التحسّن.
النجم فقد الكثير من هيبته ولم يبق منه سوى الاسم.. هذا ما صرّح لنا به زياد الجزيري؟
للجزيري مطلق الحرية في التعبير عن رأيه والنتيجة في نهاية الأمر تبقى محبّة النجم باعتبار أني لا أشكّ في النوايا.. في رأيي الشخصي لازال النجم محافظا على مكانته رغم المراحل الصعبة التي مرّ بها بالنظر الى الأجواء التي عرفتها الرياضة التونسية مع العلم أن مستوى الفريق تحسّن بعض الشيء قياسا بالموسم الماضي.
حملة «اكبس» التي انطلقت فيها مع اللاعبين عقب مباراة كأس افريقيا جاءت حسب الملاحظين متأخرة جدا؟
أعتقد أن عبارة «اكبس» مبالغ فيها وكل ما في الأمر أننا كمسؤولين رأينا من واجبنا تحسيس اللاعبين بدقة المرحلة ووضعهم أمام مسؤولياتهم علما أن الأمر لم يبلغ درجة الانحلال وكل ما في الأمر أن الفريق مرّ بفترة فراغ على مستوى الأداء.
اجتماعي باللاعبين يدخل في اطار السعي نحو اعادة النجم الى المكانة التي يرضاها أنصاره ولأجل ذلك اتخذنا أكثر من قرار لتحسين وضع الفريق في قادم المواعيد.
هناك شبه اجماع على أن قرار اقالة منذر كبيّر تأخر جدّا؟
أكبر مشكل في كرتنا يتمثل في اقالة المدربين ومسألة الانفصال عن منذر كبير لم نخطط لها كهيئة مديرة حتى نختار لها التوقيت المناسب بل ان هزيمة الفريق أمام أمل حمام سوسة لم تترك لنا المجال لانتظار عثرة أخرى.. كما أن قرار الاقالة اتخذناه بمجرد عثورنا على البديل.. تراجع مردود الفريق وعدم انتظام النتائج فرض تحاملا على منذر كبيّر رغم أنه لا يتحمل المسؤولية كاملة والكل يشهد أنه قدم عملا كبيرا والجميع يشهد بمقدرته وأخلاقه وهو الذي منح الفرصة لبعض الشبان ليصبح الرصيد البشري للنجم أكثر ثراء.
في المقابل هناك من نعت انتداب الفرنسي دنيس لافاني بالاختيار المتسرّع؟
ارضاء الأحباء غاية لا تدرك وقرار انتداب لافاني اتخذناه عن روية بعد ما رجحت عدة عوامل الكفة لصالحه نظرا الى ما يتوفر عليه من سيرة ذاتية ثرية وخبرة واسعة وشخصيا أعتبر أن هذا الاختيار يصبّ في مصلحة الفريق.
معنى ذلك أن لافاني قادر على اصلاح النقائص المسجلة مع المدرب السابق منذر الكبيّر؟
لافاني جاءنا ولديه برنامج عمل وقد مكّنّاه من مجموعة متجانسة لديها امكانات وتتضمن عناصر شابة وما عليه الا العمل وحسن قيادتها خاصة بعدما طالب بتغيير المعد البدني وتعويضه بآخر يحمل الجنسيتين التونسية والفرنسية وله خبرة واسعة.
في ظل تغيير الاطار الفني هل أبقت الهيئة المديرة على نفس الأهداف المرسومة منذ انطلاق الموسم؟
ليس أمامنا من حل غير توفير الظروف التي تساعد الفريق على تحسين مردوده وفي هذا الصدد قمنا بتحسيس اللاعبين واطارهم الفني بذلك والجميع واعون بهذا الأمر بدليل أننا أمضينا مع دنيس لافاني عقد أهداف سنعمل جميعا على تحقيقها شريطة أن تقوم مختلف الأطراف الفاعلة من لاعبين ومسيرين وخاصة أحباء بدورها على الوجه الأكمل ومحاسبة هذه المنظومة لن يتم الا في نهاية الموسم.
التركيز على انتداب مدرب أجنبي وبهذه السرعة لم يخلُ من تشكيك البعض في خطوتكم الاصلاحية هذه؟
لافاني قيمة ثابتة بالعودة الى سيرته الذاتية بالاضافة الى خصاله وفي اعتقادي هو رجل شجاع يجب التحدي وله رؤية خاصة في مسألة التنسيق بين الشبان والأكابر يتمتع بثقافة كروية وهذا مهم وتدعيما له تواجد المدرب المساعد قيس الزواغي الى جانبه لاعتبار درايته أما من أراد التشكيك في مساعينا وفي هذا المدرب فهو حر في رأيه.
التفريط في لمجد الشهودي وشمس الدين الذوادي الى الترجي الرياضي اعتبره السواد الأعظم من الأحباء عبثا بمقدرات الفريق وانتهاكا لهيئة النجم؟
اتهامي باضعاف الفريق والتفريط في ركائزه لا مبرر له باعتبار أن الرصيد البشري ثري ويفي بالحاجة والترجي ليس منافسنا المباشر الوحيد فهناك أيضا النادي الافريقي والنادي الصفاقسي وحتى النادي البنزرتي ممن سنتقابل معهم في ال«بلاي أوف». ونحن اذا لم نبع للترجي فحتما سنبيع للخارج وربما بسعر أقل من أجل توفير بعض الاعتمادات لتصريف شؤون الجمعية ودفع مستحقات كل المتعاملين مع الجمعية من لاعبين ومدربين وموظفين ومزودين. ان هيبة النجم مصانة ولا أعتقد أن بيع لاعب أو اثنين سواء في كرة القدم أو اليد والسلة أو الطائرة عمل يرتقي الى مرتبة الانتهاكات بل هو استجابة لمتطلبات الاحتراف.
الى أين وصلت مسألة تمديد الحارس أيمن المثلوثي لعقده بعد «كان» جنوب افريقيا.. أم أنه نقض وعده؟
نحن في النجم نحسن الظن بجميع لاعبينا وكل ما في الأمر أن ظروفا خاصة دفعت بأيمن المثلوثي الى عدم القيام باجراءات التمديد حتى اليوم وما أنا واثق منه أن الموضوع سيحسم في القريب العاجل لوضع لمثل هذه المزايدات والتأويلات باعتبار العلاقة العاطفية التي تربط هذا الحارس بالنجم الساحلي وهذا الجانب لا يجب أن ترتقي اليه الشكوك.
كيف سيتم التعامل مع ما اصطلح على تسميته ب«ورطة» موسى مازو؟
صحيح أن مازو لم يقدم ما هو مطلوب منه في الوقت الذي انتظر منه أحباء النجم الكثير لكن ذلك لا يرتقي الى درجة الورطة فهو قيمة ثابتة وقد سبق له اللعب في عديد الفرق الأوروبية المعروفة.. ومسألة عدم الاندماج السريع عائق بحدث مع كبار اللاعبين والأمثلة عديدة في السابق سواء في النجم أو غيره من الفرق الأخرى ومهما يكن من أمر فالانتدابات الناجحة ليست علما صحيحا هذا اذا سلمنا أن صفقة مازو فاشلة.
نأتي الى موضوع المهاجم الكامروني مونغولو الذي اختار الهروب الى بلاده؟
للأسف الشديد اختار هذا اللاعب أسوأ الحلول للتعبير عن عدم رضاه عن تواجده ضمن فريق الآمال.. نحن نقدر صغر سنه ورغبته الملحة في تعزيز صفوف الأكابر لكن ليس بمثل هذه التصرفات بلوغ ما يطمح اليه وعموما سوف نتخذ ضدّه الاجراءات اللازمة وحتما سيكون عرضة الى العقوبة مثلما ينص على ذلك القانون الداخلي للجمعية.
في موضوع آخر الى أين وصلت آخر تطورات الأزمة المالية في النجم؟
في الحقيقة هي ليست أزمة تتعلق بالنجم الساحلي فقط، نحن نمر بوضع مالي صعب ومصدر هذه الصعوبات أن الموارد أقل بكثير من المداخيل الشيء الذي زاد في حجم العجز وأكيد أن الجلسة العامة التقييمية لآخر هذا الشهر ستكشف للجميع عن أرقام مذهلة إذ تكفي الاشارة الى أن صندوق النجم ينفق حوالي المليار بعنوان جرايات ونفقات ومع ذلك لم نقصر في القيام بواجبنا الذي جئنا من أجله حتى ننجز مهمتنا على الوجه الأكمل ونحن ساعون حتى يبقى النجم دوما في القمة.
منذ شهر ماي الماضي تاريخ تسلمك مقاليد رئاسة النجم تضاربت أرقام الدعم الذي قدمه رضا شرف الدين الى صندوق النجم؟
ولو أن ذكر هذه الارقام لا يفيد في شيء اكتفى بالقول إنني قدمت ما يقارب ال 6 مليارات والى حدود هذا الشهر صرفنا 9 مليارات وتبقى الخزينة في حاجة الى مبلغ 4 مليارات لانهاء الموسم الحالي في ظروف أقل ما يقال إنها مريحة بما يساعد جميع الفرق في مختلف الاختصاصات من أجل المراهنة على مختلف الالقاب المحلية والقارية.
في خضم هذا الوضع أين هم «كبارات» النجم والمدعمون التقليديون؟
للأسف لم نتحصل على أي دعم من شأنه أن يخفّف من حدة هذه الأزمة ونحن نتفهم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والتي انعكست على مؤسساتهم. منذ ماي الماضي لم أحصل الا على الوعود ولم أتلق سوى النصائح.. المهم أننا بصدد التصدي لانعكاسات هذه الأزمة من خلال البحث عن أفكار جديدة لايجاد طرق تمويل ذاتية.
بعد حصولكم على التقارير المالية من السلط القضائية وتعيين موعد الجلسة العامة التقييمية، كيف ستتم صياغة فترة رئاسة حافظ حميد؟
السيد حافظ حميد يبقى في جميع الأحوال رئيسا سابقا للنجم الساحلي ومهما بلغت تصريحاته وتهجماته نحو شخصي من حدة فلن أسمح اليوم لنفسي بالقدح فيه وفي الهيئة التي عملت الى جانبه. وعند صياغة التقرير الأدبي سنحرص على احترامه وتقدير الفترة التي قضاها على رأس الجمعية. أما بخصوص التقرير المالي فسنعمل على تقديم الارقام الموجودة والتي وردت في تقارير السلطة القضائية دون زيادة أو نقصان ودون ابداء رأينا فيها.
ألا تحرجك مقارنتك من طرف أحباء النجم بما دفعه سليم الرياحي للنادي الافريقي وحمدي المدب للترجي الرياضي؟
ما أستطيع قوله حول هذه النقطة أن المسألة ليست في حد ذاتها تسابق باعتبار أن لكل جمعية ظروفها الخاصة وخصوصياتها. بالنسبة لي أخجل من القول إني أمول الجمعية من مالي الخاص ولكن هذه المرة سأسمح لنفسي بالقول إنه لم يوجد في النجم الساحلي أي رئيس سابق قدم أموالا مثلما قدمت.. وكل ما أتمناه هو أن يظهر الشخص القادر على الدفع أكثر لما فيه مصلحة النادي لا غير..
هذا يجرنا الى البحث في حقيقة ما تردد أن كلا من حافظ الزواري ومروان المبروك مرشحان لخلافتك على رأس النجم؟
عندما جئت الى النجم قلت ان مهمتي تتمثل أساسا في انقاذه من الوضع الذي تردى فيه سابقا انطلاقا من غيرتي على الجمعية وليس حبا في «الرئاسة» واليوم كل ما أتمناه هو أن تتعزز الساحة برجالات النجم وأن لا يقع حرمان أي كان من شرف رئاسته باعتبار ان المسؤولية تداول.
ألم يسبق أن لوحت برمي المنديل بعد ان تركوك وحيدا وتنكروا لوعودهم؟
من طبعي أني لا ألقي اللوم على الآخرين بل اختلق اليهم الاعذار.. لكن رغم المجهودات التي تبذل والتضحيات التي تقدم والأموال التي تصرف والعمل بصدق واخلاص بعيدا عن الحسابات والخلفيات أكون دوما عرضة للتشكيك والتأويل وترويج الأخبار الزائفة من حولي.. بل بلغ الامر بالبعض الى اتهامي بخدمة مصالحي وتسويق صورتي وتلميعها على حساب النجم. وازاء هذا الافتراء فكرت في أكثر من مرة في الانسحاب الا ان مصلحة النجم كانت تحول دوني ورمي المنديل.
يحسب لك أنك نجحت في ترميم وضع النجم.. لكن يحسب عليك انك لم تبادر الى لم الشمل مثلما تم الترويج لذلك؟
أولا الفضل في الترميم لا يعود لي وحدي لكن لكل الذين بذلوا معي مجهودا للخروج بالنجم من عنق الزجاجة واعادته الى فلك المراهنة على مختلف الألقاب ولو انه كان بالامكان أحسن مما كان. أما بخصوص لمّ الشمل فيكفي الرجوع الى مختلف تصريحاتي في وسائل الاعلام وجلساتي مع الرؤساء القدامى والمدعمين واجتماعاتي بخلايا الأحباء ليتأكد الجميع أني رفعت شعار الأبواب المفتوحة ومازالت ولكن لا من مجيب.
من الاشياء التي يعيبها عليك البعض ان رئيس الفرع جلال كريفة أصبحت له «بطاقة بيضاء» للتصرف في كل شيء؟
هذا السؤال تكرر تقريبا في أغلب الحوارات وما قيل في شأن الرجل مجرد افتراء غير مقبول في جمعية مثل النجم.. فالرجل يعمل من أجل مصلحة الجمعية وهو محل احترام وتقدير الجميع ونحن 5 أعضاء نتشاور في كل المسائل ونتخذ القرارات الهامة والمصيرية بصفة جماعية ولم يسبق له ان اتخذ قرارا بصفة فردية فحتى القرارات ا لروتينية اليومية لن يتردد في مراجعتي بخصوصها.
بعد رحيل الجزائري البلجيكي سعيد حدوش بقيت خطة المدير الفني لمركز تكوين الشبان شاغرة؟
بالفعل سبق لي ان عرضت على منذر كبير العودة الى هذه الخطة الا انه رفض ذلك.. عندها اتصلنا بالمدير الفني السابق الفرنسي فيليب غوين وبعد موافقته المبدئية لتكرار التجربة نصحته سفارة بلاده بتونس بضرورة التريّث بسبب الاوضاع الامنية وتبعا لذلك انطلقنا في البحث عن اسم كبير لتعويض سعيد حدوش.
نترك لك كلمة الختام؟
النجم يسير في طريق صحيح.. ونحن بصدد بناء فريق صلب ومتكامل والحكم عليه سابق لأوانه.. أرجو فقد من الاحباء مساندته وتأجيل الحساب الى آخر الموسم.. أنا أعتبر نفسي واحدا من الجمهور أتفهم مواقف الاحباء لذلك لن أخجل في تسليم المشعل الى غيري في صورة فشلي في الدفاع او المحافظة عن مصالح الجمعية او في تحقيق جملة من أهدافنا المرسومة.
