انتظم بجندوبة نهاية الأسبوع المنقضي اجتماع شعبي للحزب الجمهوري اشرفت عليه الأمينة العامة للحزب مية الجريبي وحضره عدد من أعضاء المكتب السياسي وبعض الأحزاب ومكونات المجتمع المدني. النائب عن الحزب الجمهوري بالمجلس الوطني التأسيسي رابح الخرايفي أكد على أهمية الثروات الطبيعية وتنوعها بجهة جندوبة وأن تثمينها هو الطريق نحو إرساء الديمقراطية الاجتماعية وهي كفيلة كذلك بتغيير المشهد في الجهة كما في كافة الجهات الداخلية المحرومة حتى تتجاوز واقع التغييب والتهميش الذي عانت منه لسنوات. والضيوف أكدوا جميعا على ما عاشته الجهة من تهميش وإقصاء رغم الثروات الهامة التي تزخر بها ودورها الريادي في الحركة الوطنية والتصدي للمستعمر وكذلك أثناء الثورة ومع ذلك ظل التهميش هو شعار التعامل معها وهو ما خلق الفقر وسوء الحال ونتج عنه مؤخرا إحراق الشاب عادل الخزري لنفسه جراء المعاناة الإجتماعية وهي عينة لما يعيشه شباب الجهة من إقصاءوتهميش.
هذا ما هو مطلوب في المرحلة القادمة
الأمينة العامة للحزب مية الجريبي أكدت خلال مداخلتها على أهمية أن يشعر الشباب بأن غده سيكون أفضل من أمسه ويومه وذلك بشرط الاتحاد للوصول الى حلول من أجل تونس وأنه «لا خير في سياسي لا تكون العدالة والكرامة الاجتماعية في صلب اهتمامه» وحب الوطن الذي يجمعنا قادر أن يجعلنا نتطلع الى غد أفضل. مية الجريبي أوضحت أن جندوبة ناضلت ضد المستعمر وكانت في مقدمة الثائرين في جبال خمير كما في بلطة بوعوان وشرارة الثورة بوادي مليز (04 أفريل 1938) وكان العقاب في عهد بورقيبة والمخلوع.
فالأرقام تؤكد أن جهة جندوبة كانت أضعف من المعدل الوطني العام في جميع الميادين ( صحة الطرقات الماء الصالح للشراب...) وهي جهة تزخر بالموارد والطاقات البشرية ومع ذلك غابت عنها التنمية ولا بد من إرادة سياسية حقيقية تؤمن بقدرات شباب الجهة حتى تتجاوز التهميش والإقصاء والبطالة الشبابية فيكون الخلق والإبداع.
الأمينة العامة للحزب الجمهوري أكدت أن لا وجود لعصى سحرية لتتغير كل المسائل بين عشية وضحاها لكن غاب عن الحكومة الإرادة السياسية فتكون الأولوية في التغيير وهو ما من شأنه أن يبعث رسائل طمأنة الى الشعب وهو ما اقترحه الحزب الجمهوري من خلال مؤتمر وطني نلتقي فيه على مائدة الحوار وعلى الحكومة تأمين هذه المرحلة من خلال توفير الأمن وعلوية القانون وتحديد تاريخ محدد وملزم للانتخابات وكذلك تحديد نوعية النظام السياسي وطريقة نظام الانتخابات وتنظيمها.
مية الجريبي ختمت بالتساؤل عن مصير الشباب المرحل نحو سوريا وما ذنبهم ومن أنجز لهم جوازات سفر وهذه قضية مؤلمة جدا لها استتباعات سياسية وأخلاقية واجتماعية.