أكد عبد الرحمان الهذيلي منسق المنتدى الاجتماعي العالمي ان تضحيات تونس على امتداد أجيال وعلى مر العقود من أجل الحرية واحترام حقوق الانسان هي التي مهّدت لهذا المنتدى الاجتماعي العالمي الذي يحضره آلاف المشاركين. وأضاف عبد الرحمان الهذيلي في كلمة ألقاها أمس بمناسبة افتتاح فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي أن تونس ككل بلدان العالم لم تكن في السنوات الأخيرة في مأمن من أطماع المؤسسات الاقتصادية العالمية ولا في مأمن من أطماع السياسات الاقتصادية النيوليبرالية إذ أنها خضعت كغيرها من بلدان الجنوب لإملاءات الاصلاح الهيكلي وما رافقها من أثار سلبية على الحقوق الاجتماعية ومن انتشار وتوسع للفقر والتهميش وتراجع للخدمات العامة وكل مظاهر الحيف الاجتماعي فلم يكن من السهل على مناضلي الحقل الاجتماعي والمدني والسياسي تعبئة القوى الاجتماعية الكافية لإيقاف رخص الخوصصة والهجمة الكاسحة للمكاسب الاجتماعية للتونسيين.
وقال انه وبالرغم من صعوبات المرحلة السابقة إلا أن إرادة التونسيين ظلت صامدة وستظل كذلك من أجل عالم أفضل وضد السياسات المفقرة للشعوب والناهبة للثروات والممتهنة للانسان.
وتوجه الهذيلي بالشكر إلى كافة المشاركين مؤكدا لهم أنهم بمشاركتهم كسّروا الطوق عن التونسيين في محطات نضالهم المتلاحق وعززوا إيمانهم بوحدة الانسانية ضد الظلم والاستغلال مشيرا إلى أن هذا المنتدى الاجتماعي العالمي هو فرصة للتحاور بين مختلف الشعوب وتبادل التجارب والخبرات لتطوير بدائلهم وأدواتهم وتعزيز قوتهم لأن العالم الأفضل لم يعد مستحيلا.
من جانبها أوضحت عبلة سعدات زوجة أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن الثورات العربية أرجعت إلى الشعب الفلسطيني ثقته بأن النضال والمقاومة والثورة هي الطريق الوحيد من أجل التحرير وليس مفاوضات استسلامية مع العدو.
وأكدت أنها تحمل رسالة من زوجها أحمد السادات يحيى من خلالها عائلة ورفاق الشهيد شكري بلعيد ويؤكد ان الشعب الفلسطيني سيستمر في النضال حتى التحرر وإقامة الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني وعودة الشعب الفلسطيني إلى دياره التي هجرها.
كما أبدت أمينات تراوري (المنتدى الاجتماعي الافريقي) مساندتها للشعب التونسي مؤكدة أن شعب مالي كغيرة من دول العالم يعاني المشاكل ذاتها المتمثلة في الفقر والبطالة والتهميش وغيرها داعية إلى ضرورة التوحد لمكافحة هذه المشاكل التي استفحلت بشكل كبير مؤكدة أن أمثال «البوعزيزي» كثيرون وهم يموتون يوميا في كل دول العالم ولمجابهة هذه الظاهرة والقضاء على أسبابها ومسبباتها لا بدّ من وحدة الانسانية ضدّ السلم والاستغلال.
أما بسمة الخلفاوي زوجة الشهيد شكري بلعيد فقد صرّحت أن أهداف المنتدى الاجتماعي العالمي الذي شاركت فيه كل القوى الديمقراطية هي نفس الأهداف التي سالت من أجلها دماء شكري بلعيد وهي بناء غد أفضل تتحقق فيه المساواة والعدالة والتقسيم العادل للثروات في العالم.