تعرضت الغابات بجهة جندوبة خلال فصل الصيف الى حوالي 250 حريقا أتت على الغطاء النباتي وهو ما يعتبر كارثة بيئية وهو ما فرض تكثيف الجهود للتصدي لهذه الحرائق والحد منها. الخطوات العملية للحد من ظاهرة الحرائق كانت بدايتها من خلال مشروع تنظيف الطرود الغابية والذي تعهدت بإنجازة جمعية الإصلاح والتنمية بجندوبة وبكلفة تفوق نصف المليار وشمل غابات بمعتمديات : عين دراهم – غار الدماء – فرنانة – جندوبة الشمالية ومكن من تنشيط اليد العاملة الريفية لمدة ثلاثة أشهر تقريبا من خلال توفير شغل لسكان المناطق الغابية التي شملها المشروع و تنظيف الطرود الغابية للحد من انتشار الحرائق .
المندوبية الجهوية للفلاحة وعلى رأسها إدارة الغابات تحركت وتمت في مرحلة أولى إنجاز مشروع على حساب ميزانية 2012 وهو مشروع في أشغال الغابة بقيمة 1.6 مليارا وقد تقدمت فيه الأشغال بنسبة 65٪ كما تم وعلى حساب ميزانية 2013 برمجة مشروع في صيانة الغابة بقيمة 6.585 مليارا كما تم تعزيز أسطول التدخل للغابات ب04 شاحنات إطفاء إضافة لصيانة المعدات والتجهيزات القديمة وتبقى إدارة الغابات رغم ذلك تحتاج لتدخلات أخرى لتعزيز الرصيد البشرى وتطوير التجهيزات خاصة والغابات بالجهة تمتد على مساحات كبيرة جدا ويصعب التحكم فيها بسبب نقص التجهيزات وصعوبة المسالك وصعوبة التضاريس وتشمل هذه المشاريع تدخلات و أشغال تعنى بالغابة.
إذا كانت الخطة الجهوية تطلبت أموالا طائلة والغاية منها التصدي للحرائق والتقليص منها حفاظا على الثروات الغابية التي لا تقدر بثمن فإن وعي المواطن بأهمية هذه الغابة وانخراطه في جهود منظومة الحفاظ عليها يعد في حد ذاته مسؤولية تمكن من التقليص من حجم الحرائق أيضا خاصة و أصابع الإتهام الخفية تؤكد أن المواطن يبقى المتهم الأول في هذه الحرائق عن قصد كان أو عن غير قصد وما عليه إلا أن يسهم من موقعه في الحفاظ على هذه الغابة التي تبقى في جميع الأحوال ثروة وطنية هامة .