نجح أطباء القطاع الخاص في فرض قرارهم القاضي بعدم التعامل بالتعريفات التعاقدية المتفق عليها مع صندوق التأمين على المرض ال «كنام» ولم يجد المواطن من حل سوى القبول بالأمر والانصياع لقرار الأطباء. الصندوق الوطني للتأمين على المرض ال «كنام» اكتفى بنشر بلاغ واعلام المنخرطين بأنه يرفض قرار الاطباء وانتهى الأمر ليواصل عمله المتمثل في اقتطاع مئات الالاف من الدنانير شهريا من رواتب الاجراء والمتقاعدين وكل الفقراء في تونس.
لن ننسى ما كان يقوله السيد الناصر الغربي أوّل رئيس مدير عام لصندوق التأمين على المرض وهو أن المسؤولية الأولى «للكنام» الدفاع بكل الوسائل عن منخرطيه وان ذلك واجبه الاول.
الآن ادارة «الكنام» تكتفي بأن تتفرج وتستمع وتدعو الناس الى التبليغ عن تجاوزات الاطباء وأهملت أو نسيت واجبها الاول وهو الدفاع عن المنخرطين الذين تقتطع الاموال شهريا من رواتبهم وأجورهم وهم على ذلك صابرون.
هناك أسباب كثيرة تجعل صندوق «الكنام» عاجزا عن الدفاع عن منخرطيه أولها إدارته التي يقتصر تعاملها مع الامور كمجرد ادارة تسيرها وتحكمها اجراءات بيروقراطية دون أن يتوفر الحماس في الدفاع عن قضايا المنخرطين والتصدي للتجاوزات من طرف الاطباء أو غيرهم.
الأطباء فعلوا هذا لأنهم يدركون أن في ال «كنام» اليوم إدارة ضعيفة تتعامل فقط بمنطق التسيير الاداري العادي للأمور عكس الادارات السابقة لصندوق ال «كنام» التي آمنت بالتأمين على المرض كمشروع وكبرنامج وكفكرة للوصول الى حلول يحتاج نجاحها الى الايمان بها... للأسف ليس أمامنا من خيار الآن سوى أن نقبل بالواقع ونقبل بقرار الأطباء وصبرا جميلا لكل المنخرطين في صندوق ال «كنام».