بدعوة من الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية حضر والدا البنت المغتصبة من طرف حارس روضة الأطفال حسب ما أفادته الأبحاث الأولى وانتظمت بالمناسبة ندوة صحفية بمقر الإتحاد مساء أمس حضرها مديرات رياض الأطفال بمدينة سوسة وبعض الأطفال. اعتبر حسن التركي نائب رئيس الاتحاد والذي بدا متأثرا جدا أن «الحادثة قضية كل المجتمع التونسي» واعتبر المختص النفسي الدكتور شمس الدين حمودة أن الاعتداء شمل كل التونسيين وهو اعتداء على كل الحدود الأخلاقية منذ تاريخ البلاد ولم يُغتصب جسد البنت فقط بل اغتصب مستقبلها لما سيخلفه من مضاعفات نفسية خطيرة، مضيفا بالقول «أنا ضد مبدأ التسامح لأنه سيسبب تكرارا لمثل هذه الجرائم ولا بد من العناية بالأب والأم على حد السواء مثل البنت»، فيما طالبت رئيسة الغرفة النقابية لرياض الأطفال والمحاضن بسوسة بإقالة وزيرة المرأة والأسرة قائلة «إنها لا تمثلنا» ودعت الحاضرين إلى الحضور بكثافة في مسيرة احتجاجية يوم السبت من أمام مقر الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة بسوسة.
صدمة... مصيبة... فاجعة
«أقول صدمة؟ مصيبة ؟ فاجعة ؟ مهما وصفت يعتبر قليلا أمام ما أشعر به» هكذا بدأ والد البنت كلامه قبل أن ينطلق في سرد رواية ما حدث لبنته بالتفصيل الدقيق، مما جعل الحاضرين لا يتمالكون أنفسهم حيث انهمرت عيون العديد من الحاضرين نساء ورجالا بالدموع وأكّد الأب مطالبته بحق ابنته مضيفا «سأبقى أطالب بحق ابنتي حتى لو شنقوني عوض الجاني».
وعبر الأب عن ارتياحه من حيث مسك الجاني لكنه حمل باقي المسؤولية لصاحبة روضة الأطفال قائلا «لا يكفي أن روضتها بقيت مفتوحة من يوم الحادثة 4 مارس إلى 25 مارس ولم تغلق إلا عندما قمنا بوقفة احتجاجية أمام الوزارة حتى أنها يوم اللباس التقليدي نصبت خيمة وأقامت حفلا موسيقيا لتغيظنا فإنها الآن تتمتع بالحرية وتعمل على استفزازنا وتدعي أن لها حججا دامغة وقد كلفت محامين للدفاع عن الجاني وأستغرب كيف لا يقع القبض عليها إلى حد الآن». وطالبت الأم القضاء بتطبيق نفس الحكم على الجاني مضيفة بالقول «إنها تتعمد استفزازي إن لم تعاقبوها فسوف أقتلها أنا بيدي».
مضاعفات سلبية
وحول المضاعفات السلبية لهذه الحادثة على ابنته أوضح الأب قائلا «ابنتي تغيرت نحو الأسوإ أصبحت عنيفة لدرجة أني وجدتها تخنق أخيها الرضيع بيديها وقامت بقص شعرها وأصبحت تخاف من كل شيء وما زادني أسفا موقف العديد من رياض الأطفال حيث رفض أصحابها تسجيل ابنتي لست أدري لماذا فأنا فخور بابنتي مهما كان ولو لم أكن كذلك لما قمت بهذه الحملة والتي أوصلتني إلىسوسة وسأواصلها حتى خارج تونس».
وقد كان ل«الشروق» لقاء خاص مع والدي البنت المغتصبة حيث وصف الأب حالته النفسية في بداية كلامه قائلا «الآن بدأت صدمتي» وأكّد أن مندوب الطفولة قام بواجبه وأن وزارة المرأة لولا الضغط الإعلامي لما تحركت مضيفا «لقد زارتني الوزيرة سهام بادي في منزلي قائلة إن تقرير المديرة العامة للطفولة كان مخالفا للحقيقة لذلك لم تتحرك بالسرعة اللازمة وطلبت الاعتذار وأنا سامحتها كأم مثلما هي ذكرت ولكن لم أسامحها كوزيرة».
وحول تدخل أطراف أخرى من تونس أو من خارجها أجاب قائلا «هناك العديد من الجمعيات اتصلت بي وهناك من أخبرني عن منظمات من خارج تونس سأتصل بها أيضا وسأطالب بحق ابنتي مهما كان وبكل الوسائل».
وفي ما يخص تفاصيل هذه الحقوق إلى جانب مقاضاة الجناة أضاف الأب قائلا «أطلب علاج ابنتي في الخارج وتمكينها من كل حقوقها المعنوية والمادية» وطالبت الأم بتطبيق حكم الإعدام على الجاني وكذلك صاحبة الروضة قائلة «الإعدام هو أقل ما يصدر في هذين المعتدين» أستغرب لماذا يسكت العديد من المظلومين الذين وقع عليهم الاغتصاب... ففي الأول لم يسمعنا أحد وعندما توجهنا إلى الإعلام أصبح الكل يتكلم ويدافع، سوف لن أسكت عن حق ابنتي كلفني ذلك ما كلفني.»