تقع بحيرة مسيلة في سفح جبل القراعة على بعد خمسة كيلومترات من مدينة تيبار وعلى مشارف البداوة من عمادة عين دفالي وهي منطقة بعيدة عن المنابع الطبيعية حيث تعاني من شح المياه فلا يرى الزائر إلا أشجار الزيتون. فكان السد التلي الذي أنجز سنة 2005 بمثابة الأفق الرحب للأهالي حيث أنشأوا على إثره مشاريع فلاحية هامة، بل وحصل عديد المتساكنين على قروض بنكية من أجل إنشاء حقول سقوية مجهزة بتقنيات حديثة كالري قطرة قطرة وغراسة أشجار التين التي تعرف بها المنطقة وزراعة البطاطا والفلفل والطماطم التي تحتاج إلى كميات هامة من الماء .وكان الحلم يكبر عندهم مع نمو الأشجار.
ولم يكد المشروع يتأسس حتى فشل,والسبب يرجع إلى كون دراسة المشروع عانت من نقائص وثغرات لم تصمد فيها البحيرة كثيرا .فمشروع البحيرات ينبغي أن يسبق بغراسة الأشجار المانعة للانجراف والمثبتة للتربة وهذا لم يحدث في بحيرة «مسيلة» إلا بعد إنجاز البحيرة فلم يمنع ذلك من تكاثر الترسبات وطمس المكان .
يقول الحاج الحبيب وهو أحد الذين كانوا يستغلون مياه السد في الزراعات السقوية إنه لا يزال يعاني من سداد القرض البنكي وقد توقف المشروع .كما ويؤكد السيد عماد القاطن بالقرية قرب السد أن حقله الذي كان من المفروض أن يكون في أوج العطاء الآن وهو يتسع للعشرات من أشجار التين مهدد بالتلف جراء نقص الماء .واضطر بعض السكان للالتجاء إلى مياه الشرب لسقي حقولهم وما ينجر عن ذلك من تكلفة باهظة للمياه الصالحة للشراب.