المظيلة من أكثر المناطق تلوثا لتدهور الوضع البيئي وتلوث الهواء في هذه المنطقة الى تركيز وحدة المجمع الكيميائي التونسي منذ سنة 1985 زيادة على المغاسل التابعة لشركة الفسفاط. يمكن للمتجول في شوارع وأنهج معتمدية المظيلة أن يلاحظ مخلفات هذا التلوث البيئي على وجوه متساكني الجهة الناتج أساسا عن تلوث الهواء الذي يتنفسه السكان كبارا وصغارا.وتشير بعض الدراسات التي تمت في هذا الغرض الى أن الافرازات الغازية التي تطلقها مداخن مصنع المظيلة في الهواء من غاز الفليور هو 20مغ/م3 أي ضعف الكمية المسموح بها حسب المواصفات التونسية والفرنسية المقدرة ب10مغ/م3.
ومن هنا يمكن تخيل حجم الأضرار البيئية التي لحقت بالمنطقة منذ انشاء المصنع سنة 1985. كما أن كمية ثاني أكسيد الكبريت التي تطلقها مداخن المصنع في الهواء هي بين 12 و15كغ/طن من الحامض الكبريتي وهي حوالي 6 أضعاف الكمية المسموح بها التي تقدر ب 2.6 كغ/طن من الحامض الكبريتي وهوما يطرح تساؤلات عديدة حول التأثيرات السلبية التي لحقت بالبيئة في معتمدية المظيلة والمناطق المجاورة لها طيلة 27 سنة.
وزيادة على هذه الافرازات فان هناك فواضل صلبة كمادة الفوسفوجيبس الملقاة في الطبيعة بدون عازل لحماية المائدة المائية. أما بالنسبة الى مغاسل شركة الفسفاط فهي تستعمل مكونات كيميائية مختلفة ومضرة بصحة الانسان خلال عمليات استخراج وتحويل الفسفاط كمادة ال «تي ان تي» للمتفجرات وفواضل غسل الفسفاط بالأحواض الطينية والتي تمر بدورها للمائدة المائية.
ومن مخاطر التلوث الصناعي على الصحة نلاحظ ارتفاع عدد المصابين بضيق التنفس وحساسية العين والجلد وهشاشة العظام حيث قال لنا السيد عادل جدلاوي أنه يعاني من مرض هشاشة العظام وقد أكتشف حالته بعد تعرضه الى كسر في يده ولم يشفى الى حد الآن ومن اثار هذا التلوث الصناعي ايضا انتشار الأمراض السرطانية بالمنطقة.
كما نلاحظ تأثير التلوث على النباتات والحيوانات حيث أن عدة أنواع من الأشجار انقرض أما الحيوانات والطيور فالكثير منها غادر المنطقة وهاجر الى مواقع أكثر نقاء وصفاء. وقد حاولت الشروق الاتصال بالجهات المختصة للحصول على بيانات وأرقام توضح عدد الأصابات بهذه الأمراض التي تفشت في الجهة بشكل كبير وملحوظ ولكن لم تتمكن من ذلك...؟