ظاهرتان غير جديدتين ب فمنذ تركيز المغسلتين بالمدينة لمعالجة مادة الفسفاط وتعويمها ثم تجفيفها وما تنفثه هذه المعامل عبر مداخنها التي تنفث الاتربة الحاملة للمواد الكيميائية اضافة الى دفع المياه المعالجة والحاملة لمادة الفسفاط كذلك في شكل انسيابات مائية طينية تصب في أودية تحملها الى البادية الشمالية والشرقية للمدينة وازدادت هذه المياه كثافة وسمكا وسيلانا بعد تركيز مغسلتين اخريين ب وبمنجم «كاف الدور» وقد مس هذا التلوث وادي الثالجة الذي يبعد عن ب 16 كم وينبع من أم العرائس ليلتقي مع وادي القويفلة الفاصل بين ولاية قفصة وتوزر والذي يصب فيه وادي المالح الذي يفرع ماءه في وادي بياش وتصب فيه مغاسل المظيلة ويشق وادي المالح الاراضي الشرقية للمتلوي متجها نحو الغرب وقد تضررت المنطقة القِبْليّة من معتمدية المكان في مستوى أراضيها الخصبة والتي توفر مراعي خصبة لآلاف رؤوس الاغنام والابل والاودية مصدر سقْي المزارع والتي كان بالامكان احداث سدود هذا وقد وقع التنبيه الى خطورة هذا الوضع تجاه شركة فسفاط قفصة وقد بذلت الشركة المذكورة جهودا كبيرة لكنها غير ناجعة للحد من انسياب المياه والحدّ منه ومحاصرة هذه الظاهرة. دور شركة الفسفاط في ذلك: تمت الاستعاضة عن الطريقة القديمة حيث تغيرت المعالجة وقد تم التخلي عن نفث المداخن للغبار والاتربة الفسفاطية وقد ارتأت شركة الفسفاط احداث أحواض لجمع الفواضل الفسفاطية ولكن ذلك يساعد على تلويث المزيد من مئات الهكتارات من الاراضي الفلاحية حيث ان الهضاب والسهول من الرقعة المتبقية تعتبر متنفسا وحيدا لأهالي المنطقة باعتبار ذلك المرعى الوحيد لمواشيهم وقد تمت كذلك التسوية العقارية للأراضي المكتسحة بالفسفاط سابقا مع مالكيها وشرائها او كرائها لانجاز وحدات لجمع الفسفاط السائل الملوث كي لا يزيد في تلوث أراضي أخرى نظيفة وقد تم شراء بعض الاراضي بأثمان رخيصة وقد تم التعويض لمالكي هذه الاراضي عبر قضايا عدلية توزعت على عديد السنوات. شركة الفسفاط تستنزف الموارد المائية للفلاّحين: تقوم شركة الفسفاط منذ اواسط السبعينات بأخذ المياه الباطنية ذات المخزون العالي من اراضي الفلاحين من خلال آبار عميقة تضخّ مياهها عبر قنوات ضخمة من مصادر المياه المذكورة الى مغاسلها لتستعمل المياه في معالجة تكرير الفسفاط ثم يعود الى الاراضي الفلاحية في شكل مياه ملوثة ويتساءل مالكو الاراضي عن هذا الجحود الذي يقابلون به ثم تُعاد اليهم هذه البكر في شكل مواد ملوثة وهو عقاب مجحف وخطير ودائم. البدائل والحلول: ما يقابل كل هذه الاضرار الخطيرة والدائمة لابد ان يكون ذا بال وفي حجم كبير، فالمطلوب هو: القضاء على التلوث المائي والطيني وازالة الاضرار مثل المواد السميكة والتي اصبحت تمثل طبقة كبيرة فوق الاراضي الفلاحية: زراعية كانت أو رعوية. واستصلاح الاودية ومجاري المياه ومعالجة مظاهر الانجراف وإحداث سدود صغيرة. واحداث بُحيرات جبلية والحفاظ على مياه الامطار لتغذية المائدة المالية. وتكليف ادارة وزارة البيئة والمحيط بالمعاينة الاولية للأراضي واحداث مسح شامل للاراضي المتضررة. ودعوة وزارة الفلاحة الى معاينة الاضرار التي استهدفت الاراضي وتحليل التربة والمياه والحيوانات الاهلية والهواء لتقييم ما لحق بهذه الكائنات وما يمكن استشرافه مستقبلا.