اختتمت مؤخرا فعاليات مهرجان مطماطة الدولي في دورته السابعة بعد توقف لسنتين بتقديم عروض فرجوية للفروسية «المداوري» وترويض الأفاعي ثمّ تمّ تكريم الفائزين المشاركين في المباريات الثقافية والرياضية والمسابقات. هذه الدورة التي أشرف وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصال ابن مطماطة السّيد منجي مرزوق على افتتاحها صباح السبت الماضي رفقة كلّ من والي قابس ورئيس كتلة النهضة بالتأسيسي الصحبي العتيق وهو أيضا من أبناء مطماطة مرفوقا بمقرّر الدّستور الأستاذ حبيب خضر ونائبتين عن ولاية قابس إلى جانب سفير إندونيسيا ببلادنا وعقيلته. وقد تميّز اليوم الأوّل بافتتاح معرض للصناعات التقليدية بالسوق القديم تلاه استعراض للفرق الفلكلورية المحلية من عرس تقليدي وخيالة وعمّارية هدّاج و فرقة بومخلوف وفرقة مسعود للفنون الشعبية وماجورات قابس وفوج الكشافة بتونس العاصمة يتقدّمه القائد الوطني بشير المعرفي وهو من أصيلي الجهة ومشاركة فرقة الفنون الجزائرية ثمّ العرض المتميّز لفرقة الرقص الفلكلوري الإندونيسي الذي صفّق له الجمهور طويلا وهو العرض الجديد في هذا الاستعراض إلى جانب اللافتات التي حملها شبّان من الجهة تدعو لحقّ مطماطة في التنمية والتشغيل والمسالك السياحية وإحداث المناطق السّقوية ومركز لعلاج الأمراض الصّدرية ومركزا للتربصات وهي طريقة مبتكرة وطريفة لتقديم شواغل أبناء الجهة للمسؤولين الذين عبروا عن اعجابهم بذلك وقد حضر فعاليات اليوم الأوّل بالخصوص عدد هام من المتفرّجين جاؤوا من القرى المجاورة وغاب عنه السّياح والرّحلات المنظمة ويعود ذلك أساسا إلى تزامن مهرجان مطماطة مع الدّورة الأولى للمهرجان الدولي بالحامة ومهرجان الربيع بقابس في دورته الثانية وتمّ افتتاح كليهما في نفس اليوم أي السبت 23 مارس وهنا يتساءل أبناء مطماطة عن خلفية ذلك ؟ وهل أن هذا التزامن سيساهم في نجاح هذه التظاهرات الثلاث؟
حضور الاعلام باهت
اجتهدت اللجنة المنظمة برئاسة السّيد عبدالمجيد بنزايد في اختيار شعار الدّورة «مطماطة ذاكرة وحلم وانفتاح» واستدعت وسائل الاعلام لمواكبة فعاليات المهرجان إلا أنّه لم تحضر إلا القناة الوطنية الأولى التي بثت ضمن تقريرها خليطا من الصور بين مهرجان الحامةومطماطة وقناة تونس الاخبارية التي بثت تصريحا لرئيس جمعية أمل على أساس أنه رئيس لجنة المهرجان إلى جانب إذاعة تطاوين ومراسلتين صحفيتين قام جميعهم بتغطية الاستعراض فقط. هذا وقد تواصلت فعالياته ليلا بحفل غنائي لعبدالكريم البنزرتي وأنشطة شبابية وثقافية موجهة للطفل وسباق في العدو الريفي في اليوم الثاني وسهرة فكاهية نشّطها عبدالقادر دخيل وفيصل ساسي مرفوقة بوصلات شعريّة لبلقاسم بن عبداللطيف.
وزارة الثقافة دعمت المهرجان بعرض واحد
«الشروق» التي واكبت كل فعاليات هذه الدّورة تحدّثت مع منشطة الاستعراض الآنسة بسمة الحسومي التي عبّرت عن سعادتها بهذه الفرصة التي أتيحت لها لتنشيط مهرجان دولي بجهتها والذي ظهر في ثوب جديد غير أن سوء التنظيم في نهاية الاستعراض وتدافع الجمهور نحو المنصة الشرفية أثّر على حسن تقديم بعض العروض وحرم البعض منهم من متابعة مريحة.
أما السّيد فوزي بن ساسي أحد افراد لجنة التنظيم فقد آثر أن يكون تقييم المهرجان من قبل الجمهور الذي حضر في اليوم الأوّل بأعداد غفيرة في حين أن رداءة الطّقس كانت وراء تراجع نسبة الحضور في الأيام الموالية واعتبر أنّ اللجنة اجتهدت وكانت طموحاتها أكبر في تقديم لوحات استعراضية أكثر إبداعا من شأنها أن تثري الاستعراض إلا أنّ غياب الدّعم المادي القوي من المندوبية الجهوية كان عاملا مهما في تقليص عدد اللوحات حيث أن وزارة الثقافة لم تدعم المهرجان إلا بعرض الفرقة الإندونيسية. كما أشار إلى إمكانية تخصيص جلسة موسعة في القريب العاجل لتقييم المهرجان والخروج بتوصيات عملية حول النقائص قصد تلافيها في الدّورات القادمة.