أي نموذج بديل للتحول الاجتماعي الديمقراطي هو عنوان الندوة الصحفية التي نظمتها الدائرة الاقتصادية برئاسة الجمهورية.. بحضور الرئيس المؤقت السيد منصف المرزوقي.. في يوم اختتام المنتدى الاجتماعي العالمي قدم السيد غوستاف ماسياه عضو المنتدى الاجتماعي العالمي مداخلة حول تصور التحولات الاجتماعية من خلال نموذج جديد وبديل يقاوم أشكال الليبرالية والرأسمالية الجديدة ويقوم بإحداث نموذج يعمل على ضمان حق كل فرد في التمتع بالتغطية الصحية وبحقوقه الاقتصادية وحقه في التعليم .
وأشار عضو المنتدى إلى الثورات التي قامت بها البلدان في دول أمريكا اللاتينية منذ 35 سنة والتي قامت من اجل الإطاحة بدكتاتوريات رفضت الشعوب في ظل حكمها عدم المساواة ونادت بالعدالة الاجتماعية.. ورغم ان الليبرالية نجحت في إنجاح الاقتصاد إلا أن المجتمع المدني قام بمظاهرات وضغط من أجل تحقيق العدالة الحقيقية والحصول على الحقوق الاجتماعية والحرية والديمقراطية.
واعتبر أنه من المهم الحديث عن مسألة المديونية والقيام بحوار وطني من أجل معرفة إن كان الشعب يريد تصفية الديون أو يريد الجدولة وذلك حتى لا تبقى الدول رهينة شروط البنك العالمي وشروط الدول الأقوى في معادلة عالمية. وأشار إلى وجود دول اختارت الوقوف ضد الراسمالية وأنه بالإمكان النجاح بعيدا عن النموذج الليبرالي الجديد السائد وذلك بدليل نجاح دول كثيرة مثل البرازيل والأرجنتين واليابان.
منتدى وثورة
أكد السيد غوستاف ماسياه عضو المنتدى الاجتماعي العالمي أهمية المنتدى الذي أقيم في تونس والذي وصفه بالكبير . وأشار إلى الاهمية التي اكتساها هذا المنتدى نظرا لانطلاق الثورات في العالم بداية من تونس وقد كان فرصة للوقوف عند تطلعات التونسيين وموقفهم ومعرفة اجيال جديدة تتحدث. وقال إن هناك ثراء في التوجهات والافكار وكان ثريا من حيث استقطابه ولأول مرة أعدادا كبيرة من ممثلي منطقة العالم العربي ومشاركين من تونس والمغرب وفلسطين وسوريا ولبنان والجزائر وليبيا.. المنتدى جمع أربعة آلاف جمعية و1700 نشاط ومعالجة عشرات المواضيع تهم التشغيل والمرأة والعدالة الاجتماعية.
واعتبر ممثل المنتدى أن الثورات قد قامت من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية وهو ما يعني انها قامت من أجل نبذ ومقاومة الرأسمالية. ومن أهم القضايا التي عالجها المنتدى قضية المراة وقضية الهجرة والحق في التبادل ومقاومة الفقر وإيجاد نظام يضمن الحريات وقد تم الاهتمام بالقضية الفلسطينية وتناول مسالة الرشوة وعلاقة السياسة بالاقتصاد أي مسألة المال السياسي. وأكد على ان طرق التغيير ممكنة بعيدة عن النظام الرأسمالي وخدمة لأهداف الشعب مؤكدا أن الدولة التي توفر حقوق شعوبها في الصخة والتعليم والكرامة هي دولة قوية..
واشار إلى ضرورة قيام الدول في المراحل الانتقالية بحوار مع الشعب لمعرفة النموذج الذي يريده الشعب من أجل ضمان الديمقراطية مع الحفاظ على الامن لا أن يتحول الأمن ومقاومة الإرهاب إلى تعريف للدولة. واشار إلى مرور الرأسمالية والليبرالية الجديدة بأزمة.
أكد السيد المنصف المرزوقي رئيس الدولة المؤقت خلال افتتاحه للملتقى المتزامن مع اختتام أشغال المنتدى الاجتماعي والاقتصادي بتونس على أن الدول التي عاشت ثورات تمر بازمة وهي تسعى لتحقيق التوازن الاقتصادي والاجتماعي.
وأضاف ان تونس تسعى لتحقيق النمو الاقتصادي بالتوازي مع تحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية. وردا على سؤال مشاركة من إحدى الدول الإفريقية التي لمست من خلال المنتدى تخوفا من المساس بحقوق المرأة التونسية ومكتسباتها بعد الثورة في حين ان المرأة التونسية كانت نموذجا قبل الثورة في الحقوق قال الدكتور المنصف المرزوقي إن ما يتم إثارته من بلبلة حول المس من حقوق المرأة التونسية هو مجرد إشاعات . وقال إن حقوق المرأة في تونس كانت منذ 1920 وأنها تواصلت ليضعها بورقيبة في مجلة الأحوال الشخصية ويمنع تعدد الزوجات ولتنص المجلة على هيكلتها قانونيا لكن المجتمع التونسي في ذلك الوقت هو الصانع والضامن الأول لحقوق المرأة وهو الذي أيد المجلة.
واعتبر المرزوقي ان ما يحدث من جدل هو مجرد لغو وأن مكاسب المرأة محفوظة وأن المعركة في تونس هي معركة من أجل مقاومة الفقر والتنمية وبناء الاقتصاد.. وأن التخوف والجدال الحاصل حول مكاسب المرأة مجرد فلكلور.. واعتبر أن التهديدات التي تطال حقوق المرأة والتي يتم ترويجها إشاعات. وقال عن الصراع في تونس هو المعركة التنموية وتونس لا تستهدف المرأة التي تبقى لها مكانتها.