ما حدث في تالة في الليلة الفاصلة بين 8 و9 أفريل كان مفزعا بكل المقاييس بسبب حالة الفوضى التي خلقتها المواجهات بين قوات الامن وبعض الشباب الغاضب. لا احد يستطيع ان يجد تفسيرا منطقيا لما الت اليه الامور بسرعة بعد ان تصاعدت الاحداث من مجرد حملة أمنية عادية الى حالة من الاحتقان تحولت بعد ان اسدل الليل ستاره الى مواجهات تمثلت في رشق قوات الأمن بالحجارة والقاء القنابل المسيلة للدموع من طرف قوات الامن وصلت اثارها الى المنازل لا احد يدعي معرفة الاسباب الحقيقية لما حدث .
فقد استبشر المواطنون منذ ايام بعودة الحملات الامنية الى المدينة واعتبروا ذلك مؤشرا طيبا على تحسن الاوضاع الامنية بما يساهم في خلق مناخ مناسب للتنمية بالجهة . الذين سالتهم الشروق من المواطنين عن حقيقة ما حدث اكدوا بان الحملة الامنية التي جرت يوم 8 افريل كانت غير مدروسة لانها في رايهم انحرفت الى اسلوب الاستفزاز واستعراض القوة دون مبرر مما خلق نوعا من الاحتقان والاحتجاج على الاسلوب المتبع وهوالراي الذي ذهب اليه السيد «الفاضل س» اذ يقول بان الناس استبشروا بعودة الدوريات الامنية طيلة الثلاثة ايام الفارطة لكن – يضيف بأن حملة يوم 8 أفريل حادت عن هدفها لأنها لم تكن حملات موجهة الى المطلوبين للعدالة بقدر ما كانت محاولة لاستعراض العضلات في المقاهي والمحلات بأسلوب يفتقر الى الخطة الامنية.
ويضيف بان هذه الحملة استهدفت المواطنين الابرياء الذين تعرضوا الى التعنيف والاعتقال بدون اسباب مقنعة. ويضيف بان من متطلبات الامن الجمهوري هوالقطع مع الترهيب. السيد أحمد بن التيجاني يقول بان منزله تعرض في حدود العاشرة ليلا الى المداهمة مما اسفر عن اضرار بمحتويات المنزل اضافة – كما يقول الى تعرضه الى العنف الشديد دون مبرر ودون ان يكون له ذنب في ما حصل ويضيف بان ما تعرضت له عائلته وخاصة ابنته الصغيرة من رعب واهانة لا يمكن نسيانها . ويشدد بانه كغيره من المواطنين استبشر بعودة الدوريات الامنية التي من شانها اعادة الطمأنينة الى مشاعر الناس لكن ما لا يمكن قبوله هوان تتحول الى اداة لترهيب الناس وترويعهم في بيوتهم وهذا حسب رايه ما اثار غضب الشباب وما يفسر ردود افعالهم ضد قوات الامن.
السيد صالح عيدودي عامل بناء بدوره يروي تفاصيل تعرضه للعنف من قبل قوات الامن بدون ذنب ارتكبه ويقول وقد بدت عليه علامات التأثر بانه عند عودته من العمل منهكا اعتقلته قوات الامن وانهالوا عليه بالضرب رغم توسلاته ولم يطلق سراحه الا في ساعة متأخرة .
السيد حمزة السائحي يعرض وجهة نظر اخرى في ما حدث عندما اكد بان مطلب الامن هومطلب كل الناس في تالة وان الجميع اشتكى من حالة الفراغ الامني القاتل في المدينة وحالة الانفلات المقيتة التي عطلت التنمية وحولت حياة الناس الى جحيم , ويضيف انه في ظل هذه الظروف ان من الطبيعي جدا ان يضرب الامن بقوة ومن الطبيعي ان يظلم بعض الابرياء الذين من حقهم ايضا اللجوء الى الاحتجاج والتقاضي لاسترجاع حقوقهم , ويشدد حمزة على تخوفه من ان يؤثر ما حدث على الوضع التنموي المتدهور اصلا في الجهة. وفي نفس الوقت يعتبر بان الازمة في رأيه تعود الى رواسب قديمة تتمثل في انعدام الثقة بين فئة الشباب الذي ما زال يرى في عون الامن رمزا للقمع وبين رجل الامن الذي ما زال الى حد الان في طور التدرب على مفهوم الامن الجمهوري .
وقد استمعت الشروق ايضا الى وجهة نظر الامنيين الذين اكدوا بانهم قاموا طيلة ايام بحملات امنية منظمة لاقت الاستحسان والشكر ولكنهم يوم 8 افريل فوجئوا بحجم رد الفعل العنيف من قبل بعض الشباب الذين رشقوا قوات الامن بالحجارة مما يعطي حسب رايهم الانطباع بان هناك في تالة من لا يستسيغ عودة الامن الى المدينة, وبالنسبة للذين اعتقلوا ظلما فان محدثينا من الامنيين يعبرون عن اسفهم ويعتبرون بان ذلك امر عادي في ظل ظروف امنية متفجرة. ويقولون بان قوات الامن قد اطلقت سراح كل من ثبت عدم تورطه في المواجهات .