الظواهر الخطيرة عندنا تحضر حينا وتغيب أحيانا ولا تستقر على وتيرة واحدة، والحمد لله! ومن أبرز هذه الظواهر رمي القطار بالحجارة و»النشل» في وسائل النقل وخصوصا في المترو، والكلام البذيء في الفضاءات العمومية وفي الشارع. وليس من باب التشاؤم ان نقول انه من المستحيل إزالة هذه الظواهر طالما أن معالجتها لم تأخذ الحيّز الكافي من اهتمامات المجموعة الوطنية رغم ان تصدي القانون والدوائر الرسمية لها حازم وصارم وقلّص كثيرا من حضورها. ماذا بقي إذن في المسألة بعد هذا؟ قد يذهب في ظن الكثيرين أن الحل لهذه القضايا هو الردع والاجراءات الزجرية، وهذا جزء من الحل وليس الحل كله، فالممارسات المذكورة هي بالأساس افراز لنمط من التربية الخاطئة كما يؤكد ذلك أهل الذكر، فلو ان الطفل نشأ على نمط تربوي سليم لما تغلغلت لديه فكرة الحاق الأذى بالناس وبأمتعة الآخرين ولو تشبع بالمعاني التربوية والاخلاقية لكان احرص على الصيانة والاحترام أكثر من حرصه على التخريب والاتلاف واقلاق الناس. الحل الكامل اذن والمتفق عليه هو الردع من جهة والتوعية من جهة ثانية... لكن لماذا لا نرى الجهات المعنية تؤدي دورها بالكامل في الجزء الثاني من الحلّ؟ لماذا يستهين الاولياء داخل الاسر وتستهين المنظمات ومكونات المجتمع المدني بهذا الامر ولا تؤدي واجبها كما فعلت ذلك الدوائر الرسمية في جانب التصدي والزجر؟ فماذا يضير هذه المنظمات والجهات لو أنها فتحت فضاءاتها للجميع وكثفت من أعمال وأنشطة التحسيس في مثل هذه المسائل المصيرية.