مباراة الملعب التونسي والنجم الرياضي الساحلي التي دارت مساء الاحد بملعب الشاذلي زويتن ذكرتنا بمباريات الملاكمة التي يظل أحد المنافسين فائزا منذ البداية وحتى اللحظات الاخيرة بالنقاط وقريبا من انهاء اللقاء قبل وقته القانوني لكن هذا المنافس الذي يلعب في حدود امكاناته ويتقبل هجومات منافسه الاقوى يقلب الموازين في آخر لحظة ويفوز بالضربة القاضية. هكذا كانت مباراة الملعب والنجم ا لذي كان اكثر خطورة وخلقا للفرص المتنوعة لكن الملعب التونسي ونتيجة صمود خطه الخلفي واستبسال عديد اللاعبين حقق في نهاية الأمر انتصارا مستحقا ضد منافس كان قبل واثناء المباراة مرشحا للعودة الى سوسة بنقاط الانتصار ومعها المركز الثاني ولكن. إذا كان مدرب النجم اعتمد على طريقة 4 4 2 بطابعها الهجومي فإن المدرب العرفاوي اعتمد على الطريقة ذاتها لكنه ملأ خط الوسط حيث لاحظنا عودة المهاجمين عندما تكون الكرة بحوزة النجم وهذه الطريقة جعلت دفاع الملعب التونسي يتحمل ضغط المباراة على امتداد دقائقها وهو ما ولّد العديد من الفرص المتنوعة لكنها ضاعت في كل مرّة بغرابة بسبب التدخلات الناجحة لجل لاعبي الخط الخلفي لفريق باردو أو لقلة نجاعة المهاجمين في النجم الساحلي وهنا لابد من الاشارة الى التفوق الواضح والامتياز الذي كان عليه كل من انيس البوسعايدي وحمدي المرزوقي وسعيد السايبي ووجيه الصغير... كما أن سامي القطاري والنيجيري اوميكا او بالا وابياكور وبية وأخيرا الحمروني اضاع كل منهم عديد الكرات السهلة وفرصا كانت طريقة تسجيلها ايسر من اضاعتها. وبما أن العبرة بالنتائج فلابد من تحية فريق الملعب التونسي على الحماس الذي لعب به والشجاعة التي ميزت اغلب اللاعبين وعدم بأسهم الى ان جاء هدف الفوز في اللحظات الاخيرة ومعها ثلاث نقاط ثمينة للغاية ضد منافس كان مرشحا بقوة لتحقيق الفوز. * بين المثلوثي والسلامي صحيح أن لعبة كرة القدم جماعية وان هناك طريقة أو طرقا تتغير اثناء اللقاء من خلال تعليمات الجهاز الفني لكن لابد دائما من مجهود لاعب حتى يتحقق الفوز او هفوة من آخر حتى تهرب نقاط المباراة... وخلال تنافس الملعب بالنجم برز الحارس المثلوثي بخروجه غير الموفق في اكثر من مرة ولئن تدخل الدفاع لانقاذه وضاعت الكرة في مرات اخرى عن المهاجمين فإن آخر هفوة للحارس ايمن المثلوثي في اللحظات الاخيرة عرف مهاجم الملعب التونسي أسامة السلامي كيف يتعامل مع هذه الهدية من الحارس المذكور والذي ترك مرماه شاغرا واتجه الى وسط الميدان دون داع فما كان من السلامي الا ان رفع به الكرة ليسجل هدفا فيه ذكاء ورؤية للميدان. السلامي ورغم انه لعب شوطا كاملا معوضا جورج أكاي فقد كان مردوده عاديا الى أن سجل هدفا ممتازا محققا الانتصار الثاني بعد هدفه في شباك حمام الانف وسط الاسبوع. * دقائق ساخنة... دق 3: هجوم للملعب التونسي وتسرب من طارق الزيادي من اليمين وتصويبة تمر فوق المرمى بقليل. دق 14: بعد هجوم منسق للنجم يتوغل سامي القطاري على اليسار لكن تصويبته القوية مرت بعيدة عن المرمى رغم موقعه المناسب. دق 25: اللاعب عمان بياي من بعيد يصوب كرة كانت في متناول الحارس المثلوثي وهذا الاخير بقفزة يحولها الى الركنية. دق 44: النيجيري أميكا اوبارا يتلقى كرة ممتازة بعد توزيعة محكمة لكنه صوب بالرأس بعيدا عن المرمى مضيعا هدفا سهلا. 72: أوبياكور ينطلق على اليسار ويتجاوز كل المدافعين لكن توزيعته كانت فوق رأس زبير بية فضاعت فرصة أخرى على النجم الساحلي. دق 74: أوبياكور يغير موقعه من اليسار لليمين وتسديدته هذه المرة اصطدمت بالقائم الايسر للحارس البجاوي. دق 90: تمريرة في اتجاه ايمن بوشهيوة وهذا الاخير يهدي فرصة سهلة للشريف الحمروني على خط الستة أمتار لكن التصويبة القوية مرت عالية. في الوقت الممدد: هجوم للملعب التونسي دون خطورة تذكر لكن الحارس المثلوثي يغادر مرماه فما كان من اسامة السلامي الا رفع الكرة للشباك الخالية تماما وكان الهدف ثمينا للملعب التونسي وظالما لنجم قياسا بالفرص التي توفرت له. * طاقم التحكيم بما أن المباراة يقودها فريق من التحكيم كل حسب اختصاصه فقد نجح نصف هذا الفريق. الاول هو الدولي لطفي حمودة الممتاز للغاية وهو المساعد الاول الذي كان يقظا على امتداد دقائق المباراة وأنيقا ومتفطنا لجميع الحالات. الحكم سليم المرواني هو الاخر عرف كيف يقود اللقاء بأقل ما يمكن من الاخطاء ورفع الورقة الصفراء في ثلاث مناسبات كانت في محلها لكن يعاب على هذا الحكم عدم تدخله عندما اسقط الظهير الايمن للنجم كريم حقي داخل مناطق الجزاء. المساعد الثاني معز الجبنياني لم يكن في يومه وارتكب عديد الهفوات في حق الفريقين لكنها لم تؤثر على النتيجة النهائية. الحكم الرابع وسيم بن صالح سمح للمدرب منصف العرفاوي بان يظل واقفا على امتداد دقائق المباراة وهذا يتخالف مع ما هو معمول به... فالمدرب يجب أن يعطي تعليماته ويعود الى مكانه ولا يظل واقفا مثلما شاهدنا مساء الاحد بزويتن. * هل هي عودة الملعب التونسي؟ الملعب التونسي بدأ مرحلة الاياب بقوة محققا الفوز في مقابلتين فجمع بذلك ست نقاط ليرتفع رصيده الى 16 نقطة ويصبح شريكا في المركز السابع مع النادي البنزرتي وهو الفريق الثاني صحبة الترجي الرياضي الذي يحقق انتصارين في الجولتين الاوليين بمرحلة الاياب فهل ستكون انطلاقة الملعب التونسي الحقيقية ليتواجد ضمن اندية المقدمة وهو المكان الطبيعي لهذا النادي العريق؟ الفوز ضد النجم جاء في وقته بالنسبة لفريق باردو خصوصا وانه يستعد للدخول في مغامرة افريقية نتمنى له فيها النجاح والتوفيق والحديث عن البداية القوية للملعب التونسي في مرحلة الاياب لابد ان تجعلنا نشير الى دور المدرب التونسي المنصف العرفاوي الذي عرف كيف يتعامل مع الظروف والاجواء ويحقق اكثر ما هو مطلوب منه فتحية لهذا المدرب وحظا سعيدا في المباريات القادمة على الصعيدين المحلي والافريقي. * نتائج دون المطلوب النجم الرياضي الساحلي يضم بين صفوفه العديد من اللاعبين الممتازين في كل المراكز والخطوط لكن والحق يقال فإن النتائج المحققة كانت دون المنتظر والمطلوب فالنجم يأتي الان في المركز الثاني صحبة النادي الرياضي الصفاقسي وبعيدا عن الطليعة بست نقاط. ما يلاحظ ان خط الهجوم هو المشكلة الكبيرة في النجم فرغم تواجد عدة اسماء فان الحصيلة ضعيفة للغاية وبعد مرور 13 جولة انتصر النجم في ثماني مباريات وتعادل مرة واحدة وتعرض للهزيمة في اربعة لقاءات ضد كل من النادي الصفاقسي النادي الافريقي الترجي الرياضي واخيرا الملعب التونسي وسجل 16 هدفا وهو رقم ضعيف خصوصا وان للفريق العديد من المهاجمين الاجانب والتونسيين ولا ندري اين تكمن مشكلة النجم الساحلي. الطريف ان النجم قبل اربعة اهداف فقط وهو احسن خط دفاع لكنه تعرض في كل مرة قبل فيها اصابة الى الهزيمة اي ان النجم يعجز في كل مرة تدخل شباكه كرة على الرد عليها... كما ان النجم وكلما سجل اهدافا لا يمكن لمنافسه ان يرد عليها. تعادل وحيد كان سلبيا في ملعب الشاذلي زويتن ضد النادي الرياضي البنزرتي. * العياري يتابع اللقاء تابع المدافع الدولي انيس العياري اللقاء من منصة الصحافة وقد اهتز عندما سجل فريقه هدف الفوز في اللحظات الاخيرة. وأكّد للحاضرين هناك ان اصابته قد لا تتطلب عملية جراحية وقد تحسنت حالته الصحية كثيرا وهو ما يجعل عودة هذا اللاعب لاجواء التمارين والمباريات قريبا خصوصا وان المنتخب الاولمبي في حاجة اكيدة له وكذلك الملعب التونسي الذي ينتظر هذه العودة في اقرب الاجال. * المدرب الوطني معلول في المنصة تابع المدرب الوطني نبيل معلول مباراة الملعب التونسي والنجم الساحلي من المنصة الشرفية وعند دخوله وجد ترحابا كبيرا وقد هنّأه العديد من الرياضيين بالانجاز الاخير الذي حققه المنتخب الوطني وهو الفوز بكأس امم افريقيا لاول مرة. ومعلول غادر زويتن في اتجاه المنزه في الدقائق الاخيرة وبالتحديد في الوقت بدل الضائع لكن مباشرة بعد اتجاهه لملعب المنزه تمكن الملعب من تحقيق هدف الفوز.