بجرأة كبيرة تطرق «عبد السلام جراد» الأمين العام للمركزية النقابية في اجتماع الاطارات النقابية الذي تمّ يوم أمس بضاحية أميلكار لموضوع التصرف المالي داخل المنظمة الشغيلة. وبين «جراد» أمام النقابيين أن الوضع المالي لاتحاد الشغل قد تميز بالشفافية زمن الرواد من «فرحات حشاد» الى فترة «الحبيب عاشور». وأكد «جراد» في كلمته بأن أيادي هؤلاء الزعماء النقابيين كانت نظيفة وهو ما يؤكده تاريخ الأزمات التي عرفها الاتحاد في سنوات 1965 و1978 و1985 حيث لم تكن لهذه الأزمات علاقة بالملف المالي وهو ما يمثل شهادة براءة للمسؤولين النقابيين. ثم تعرض الأمين العام للمركزية النقابية الى فترة التسعينات وماعرفته مالية اتحاد الشغل حيث كان التصرف المالي يتم في كنف السرية والكتمان وغياب الشفافية مما أدى الى الأزمة التي عاشتها المنظمة الشغيلة وكادت تعصف بمكاسبها وسمعتها. وتطرق «جراد» الى ما أسماه بالمنعرج الكبير في مسيرة اتحاد الشغل منذ انعقاد الهيئة الادارية الوطنية بتاريخ 21 سبتمبر 2000 وما اتخذته من قرارات جريئة تعلقت أساسا بإحكام التصرف المالي في كنف الوضوح والشفافية وباعتماد تراتيب صارمة ومراجع قانونية وضوابط ادارية ومنها اعتماد مدقق حسابات لأول مرة في تاريخ الاتحاد اضافة الى احداث لجان للقروض والمساعدات ولجنة للشراءات. وبين «جراد» ان عهد الانفراد بالرأي داخل الاتحاد قد ولّى وانقضى وأن كل القرارات الآن تتخذ بصفة جماعية وفي كنف احترام الرأي المخالف موضحا أن التعامل الديمقراطي يبقى الخيار الأهم داخل كل هياكل المنظمة الشغيلة. وقد دعا «جراد» الاتحادات الجهوية للشغل والهياكل القطاعية الى اعداد موازنة سنوية مضبوطة في مجال التصرّف المالي والقطع مع العمل الارتجالي. وكان «جراد» قد تقدم بالشكر الى «رضا بوزريبة» أمين المال السابق للمركزية والذي يتحمل الآن مسؤولية قسم التغطية الاجتماعية مثنيا على دوره في ادارة مالية الاتحاد بكل شفافية. وهذه هي المرة الأولى التي يتقدم فيها «جراد» بالشكر ل»رضا بوزريبة» في اجتماع هام للنقابيين منذ أن غادر منصبه كأمين للمال على اثر اعادة توزيع المسؤوليات الذي تمّ داخل المركزية النقابية وهي المرة الأولى التي تمّ فيها اعادة التوزيع بعد مؤتمر جربة الاستثنائي. الملف المالي للمنظمة الشغيلة وهي المنظمة الاجتماعية الأهم والأكبر في تونس لا يزال يعد واحدا من أدق وأخطر الملفات في منظمة تملك قاعدة واسعة من المنخرطين وتشكيلة كبيرة من الهياكل.