سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأخ عبد السلام جراد: لابدّ من تشريك الإتحاد في كل الملفات والأخذ بعين الإعتبار مواقفه وآرائه في المؤتمر 23 لجامعة البناء والأخشاب وفي اختتام ندوة قسم الصحة والسلامة والندوة السنوية للهجرة :
رغم التوعّك الصحي الذي ألمّ به طيلة الأسبوع المنقضي أبى الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للإتحاد إلاّ أن يفتتح المؤتمر الثالث والعشرين لجامعة البناء والأخشاب الذي احتضنته الحمامات الشمالية يوم السبت 14 نوفمبر 2009 المؤتمر الذي ترأس أشغاله الأخ بلقاسم العياري الأمين العام المساعد المسؤول عن القطاع الخاص حضره عدد من أعضاء المكتب التنفيذي الوطني وعدد من الكتاب العامين للجامعات والنقابات العامة وقد جرت مختلف وقائعه في كنف الشفافية والديمقراطية وأُعيد انتخاب حسن شبيل من جديد كاتبا عاما للجامعة. الأخ الأمين العام للإتحاد رحّب في مستهل كلمته بالحاضرين وبالمؤتمرين كما أثنى على العمل الذي يقوم به قسم القطاع الخاص الذي قاد مفاوضات اجتماعية بحنكة ونجاح، كما أبرز الأخ عبد السلام جراد مكانة قطاع البناء والأخشاب صلب المنظمة الشغيلة وما قامت به الجامعة من عمل يذكر فيشكر لفائدة الإتحاد متقدّما بالمناسبة بالتحية الى كل مناضليها ومناضلاتها وكافة العاملين في هذا القطاع الهام. الأخ الأمين العام تحدّث عن القطاع وعن ظروف العمل فيه وعن البيئة التي يجب أن تتوفّر لأعوانه الذين يقومون بدور هام في الدورة الاقتصادية العامة للبلاد. من جهة أخرى تحدّث الأخ عبد السلام جراد عن المستوى الرفيع للنشاط النقابي وعن التقدّم الحاصل على أكثر من مستوى سواء في التكوين أو الدراسات أو في باقي الأقسام التي تنشط في كنف الإنسجام والتناغم كما تحدّث عن الاستعدادات التي قام بها الاتحاد قبل بدء المفاوضات الاجتماعية وما تحقّق من نتائج مقبولة رغم دقّة المرحلة وصعوبة الظرف الاقتصادي العالمي. الأخ الأمين العام للإتحاد أكّد على ضرورة أن يكون الاتحاد متواجدا في كل المجالس والهيئات ليتسنّى له تبليغ صوت الشغالين إلى الدوائر المعنية. كلمة الأخ الأمين العام تطرّقت إلى عدّة مواضيع ومن أهمها بالخصوص مسألة التشغيل التي تعتبر معضلة وخاصة بالنسبة لحاملي الشهادات العليا وكذلك باقي طالبي الشغل لأنّ كرامة المواطن في الشغل. من جهة أخرى أبرز الأخ الأمين العام أهمية المراجعة الشاملة لصناديق الضمان الاجتماعي معبّرا عن الإنشغال للوضعية المالية لهذه الصناديق داعيا كلّ الأطراف إلى تحمّل مسؤولياتها وتوخّي السبل الكفيلة بانقاذ هذه الصناديق وايجاد أنسب الحلول للمحافظة على توازناتها المالية. الأخ عبد السلام جراد أكّد أنّ الاتحاد منظمة وطنية نقابية عمّالية تهمّها مصلحة العمال والمصلحة العليا للبلاد مشدّدا على أنّ الاتحاد العام التونسي للشغل ليس مجالا للسياسة رغم اهتمامه بها كمنظمة وطنية. كما أكّد مرّة أخرى أنّ المؤتمرات النقابية تجري في كنف الوضوح والشفافية وهي مؤتمرات ديمقراطية ومنابر للتنافس على تحمّل المسؤولية النقابية التي تعتبر أمانة في أعناق النقابيين الذين تفانوا في خدمة العمّال بالفكر والساعد وخدمة البلاد ولجامعاتهم التي تحتل مكانة مرموقة صلب الاتحاد العام التونسي للشغل. أهمية كبيرة أولاها قسم التغطية الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية باشراف الأخ رضا بوزريبة الأمين العام المساعد المسؤول عن هذا القسم لموضوعين هامين هما حديث النقابيين منذ أشهر. الموضوع الأول: تمثّل في تقييم التجربة الجديدة للتأمين على المرض والموضوع الثاني: تمثّل في النظر في الوضعية المالية لصناديق الضمان الاجتماعي. وقد كان هناك اجماع على أنّ المنظومة العلاجية الجديدة تصبح ناجعة بتأهيل القطاع الصحي العمومي. ورسم خارطة صحية واضحة تأخذ بعين الاعتبار وضعيات المناطق الداخلية. أمّا بالنسبة لوضعية صناديق الضمان الاجتماعي فهي محيّرة. بل مفزعة بعد ان دُقّت نواقيس الخطر. الأخ رضا بوزريبة ارتآى أن تكون الهيئة الادارية على بيّنة من الأوضاع المذكورة آنفا لتقرّر لاحقا ما تراه صالحا كما كان هذا الموضوع محل تعمّق وتدارس من قبل المسؤولين عن الصحة والسلامة المهنية في الجهات والقطاعات. الأخ عبد السلام جراد اختتم هذه الندوة الهامة وبعد أن شكر القسم على العمل الذي يقوم باشراف الأخ رضا بوزريبة الأمين العام المساعد أكّد أنّ المنظومة الجديدة للتأمين على المرض لن تكون لها نتائج ايجابية إذا لم يقع تأهيل القطاع الصحي العمومي معدّدا النقائص التي تأخرت فيها الخدمات المسداة للمضمونين الاجتماعيين الذين اختاروا المنظومة العلاجية العمومية وقد دعا الأخ الأمين العام إلى ضرورة التعجيل بتأهيل هذا القطاع الهام والذي اختاره أكثر من 74 لكن ومقارنة بالخدمات المسداة في القطاع الخاص فالكفة مرجّحة لفائدة هذا الأخير أكثر من 400 مليار مقابل أكثر من 300 مليار للقطاع العام وعدّد الأخ عبد السلام جراد النقص الفادح في الاختصاصات وفي المعدّات بالنسبة للمناطق الداخلية زيادة على الاكتظاظ الذي تشهده المستشفيات والمستشفيات الجامعية بتونس وعلى الشريط الساحلي هذا وقد دعا الأخ الأمين العام إلى ضرورة عودة اللجنة الوطنية للتأهيل إلى الاجتماع وكذلك البحث عن مصادر جديدة للتمويل حفاظا على ديمومة هذا القطاع الحسّاس. حلول بديلة أمّا بالنسبة لصناديق الضمان الاجتماعي فقد أكّد الأخ الأمين العام للإتحاد أنّ وضعيتها مفزعة وهي تعاني عجزا كبيرا وقد أكّد الأخ الأمين العام أنّ الطرق القديمة للتمويل (مساهمة الأجراء والمؤجرين) لم تعد مجدية معتبرا أنّ بين الحلول الناجعة والناجحة هو فتح باب الانتداب أي التشغيل الذي سيوفّر لهذه الصناديق ايرادات محترمة يمكن أن تجابه بها التحديّات المفروضة عليها هذا إلى جانب وضع حدّ لغلق المؤسسات وتسريح العمّال. لابد من حفظ كرامة المهاجرين هذا وكان الأخ الأمين العام للاتحاد اختتم الندوة السنوية للهجرة حيث رحّب بالمشاركين من أشقاء وأصدقاء ومنظمات تونسة عاملة في المجال في بعض البلدان الأوروبية داعيا إلى ضرورة احترام حقوق ومطالب المهاجرين وحقّهم في المعاملة الحسنة نظرا لما يقدمونه من جليل الخدمات للبلدان المضيّفة ومساهمتهم في تقدّم اقتصادياتها مستنكرا تطبيق اتفاقات شغل وعمل على أبناء البلد وتشريعات أخرى خاصة بالمهاجرين. الأخ الأمين العام دعا إلى وقفة نقابية دولية تضامنية ضدّ المسّ من كرامة المهاجرين في أي بلد كانوا وفي أي منظمة سواء عربية أو أوروبية معبّرا عن استعداد الاتحاد النقابي لعمّال المغرب العربي للقيام بمبادرة في الغرض. الأخ الأمين العام أكّد أنّه لا يمكن للمهاجرين أن يدفعوا فاتورة العولمة وسلبياتها وكذلك انعكاسات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي مسّت الآن أكثر من قارة. الأخ عبد السلام جراد جدّد دعم الاتحاد العام التونسي للشغل لمطالب وحقوق المهاجرين وضرورة حفظ كرامتهم واحترام حقّهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي باعتبار الدور الهام الذي يقومون به داخل البلدان المضيّفة والمستقبلة لهم.