لفصل الربيع مناخه الدافئ وخضرته وزهوره ووروده التي قد تبعث دفئا في القلوب ولكن لمثل هذا الفصل أيضا أمراضه التي تنخر الجسم والتي تأتي في مقدمتها أمراض الحساسية (حساسية الربيع) التي يصاب بها حوالي 10 من المتساكنين. كيف تنشأ مثل هذه الحساسية؟ لماذا ترتبط بفصل الربيع دون غيره؟ ما هي مضاعفاتها على جسم المريض؟ وما هي سبل الوقاية منها؟ هذه التساؤلات وغيرها حملناها إلى المختص في الأمراض الصدرية والحساسية الدكتور عبد الوهاب الفقي الذي أكد قائلا: «حساسية فصل الربيع تظهر في مثل هذه الفترة من السنة، بداية من شهر مارس الذي يميل فيه الطقس نحو الدفء تأتي جراء بعض اللواقح (Les pollens) لواقح بعض الزهور والورود وبعض الأعشاب الطفيلية ولواقح بعض الأشجار التي تنتقل بمساعدة الرياح في الهواء وبالغابات والحدائق والأرياف والمدن على حد سواء وقد لا يطيق البعض استنشاقها إضافة إلى ان الجسم يرفضها ويتعامل معها على أنها جرثومة أو فيروس فيقاومها على أساس أنها جسم غريب فلمختلف اللواقح، لواقح الزهور والورود والأعشاب الطفيلية دور في الاصابة بالحساسية لكن لا ننسى أن للعوامل الوراثية نصيب أيضا فالشخص الذي يكون أبوه أو أمه مصابا بالحساسية (أحد الأبوين) تكون نسبة اصابته واردة بنسبة تتراوح بين 30 و50. وترتفع نسبة قابلية الاصابة بالحساسية إلى 70 إذا ما كان الأب والأم يشكوان الإصابة ذاتها. علامات إن حساسية الربيع التي تنتج عند لواقح الأعشاب الطفيلية ولواقح أشجار الزيتون وأشجار السرول والشيح (Armoise) المتواجد بكثرة في تونس تخلّف والكلام للدكتور عبد الوهاب الفقي «تصيب الأنف والعينين فتظهر على المصاب علامات العطس المتواصل وسيلان الأنف وسعال ودموع حارقة بمحجر العينين وفي أقصى الحالات مثل هذه الحساسية قد تخلف سعالا متواصلا وضيق تنفس وحالات ربو متفاوتة الخطورة والأسوأ من ذلك أنها قد تنقلب لتصبح ملازمة له على مدار السنة خاصة إذا لم تعالج. ومن المعروف أيضا ان الحساسية تصيب الرجال أكثر مما تصيب النساء ولا توجد تفاسير علمية لذلك ولكن أكثر الاصابات تأتي ما بين سن 30 و38 سنة لأن مثل هذه المرحلة العمرية يحتكم فيها الجسم إلى المناعة الكافية التي تجعله يعتبر اللواقح أشياء غريبة. لكن مع تقدم السن (ما بعد الأربعين خاصة) تنقص مناعة الجسم وتقل مقاومته لمثل هذه اللواقح وتنقص بالتالي حساسيته إزاءها. الوقاية الوقاية دائما خير من العلاج والوقاية من الحساسية تبتدئ بملازمة الحذر من تغيرات المناخ والابتعاد قدر الامكان عن المناطق التي تنبت بها مثل هذه الأعشاب وتجنّب امتطاء الدراجات النارية التي تعرض صاحبها لتيارات النسمات الباردة، كما أن الذين يعانون من الحساسية مطالبون بوضع نظارات شمسية وقبّعة على رؤوسهم وعندما يعودون إلى بيوتهم ومن المحبذ أن يبادروا بغسل شعورهم والمكان الذي يفترض أنه أكثر الأمكنة التي تنجذب إليها مثل هذه اللواقح. أما علاج مثل هذه الأمراض فإن الطبيب المختص غالبا ما يمدّهم بوصفات طبية هي أدوية تساعدهم على إزالة التهابات الأنف والعينين وتخلصهم من مشاكل ضيق التنفس. ويبقى التلقيح بالحقن (تلقيح يتم تحت الجلدة) فعالا إلى أبعد الحدود إذ تصل نسبة نجاعته إلى 70 وفي غالب الحالات فإن مثل هذا التلقيح يزيل الحساسية نهائيا.