يعتبر شارع الهادي شاكر من أنشط الشوارع بمدينة باجة، ويشهد هذا الشارع الموازي للسّكة الحديدية والذي يربط شرق المدينة بغربها حركيّة لافتة رغم أن عرضه لا يتجاوز سبعة أمتار تقريبا : كمّ غفير من الشاحنات الثقيلة والجرارات ذات الاستعمال الفلاحي والصناعي وعربات الجيش الوطني والسيارات الخفيفة تعبره في كل حين جيئة وذهابا، لأن الكثير من المؤسسات والمخازن مقامة على جانبيه (ديوان الحبوب، مخازن اقتصاد الشمال، مركز التجنيد، ورشات إصلاح السيارات) وتضاف إلى ذلك محطّة الأرتال التي تزورها في كل سفرة العديد من سيارات الأجرة «تاكسي». اكتظاظ جعل مشاهد اختناق هذا الشارع مألوفة في فترات كثيرة من اليوم حيث تتعطّل الحركة وترتفع أصوات منبهات السيارات متشنّجة هي صدى لتشنّج أعصاب أصحابها ولا يحلّ الأمر إلا بعد لأْي لمّا يتنازل بعض السّواق عن حقّ الأولوية فترى البعض يتراجعون بسياراتهم إلى الخلف لفسح المجال للبعض الآخر قصد إيجاد متنفّس يمكّن من العبور ويضطرّ العديد منهم إلى تغيير وجهتهم، وإذا أشكل الأمر فإنّ أحد المترجلين يتطوّع لتوجيه سوّاق السيارات خاصّة في نقطة التقاطع بين هذا الشارع وشارع فرنسا، فيقوم بدور شرطيّ المرور يأمر هذا بالتوقف والآخر بالتقدّم حتى يفكّ الاختناق. لقد فرض على هذا الشارع ما ليس في وسعه والحمل يثقل عليه يوما بعد يوم وخاصّة في بعض المناسبات التي تقطع فيها الطريق الرئيسية على مستوى الملعب الأولمبي بباجة أثناء إجراء مباراة في كرة القدم، فتحال السيارات القادمة إلى المدينة أو الخارجة منها على شارع الهادي شاكر الذي صار بالفعل عاجزا عن تحمل حركة النقل الكثيفة عليه، اللهم إذا طلبنا منه أن يتمطّط فيه الاسمنت والأسفلت أو أن تصير الشاحنات الضخمة في حجم لعب الأطفال. فهل فكّرت الجهات المسؤولة في حلّ لهذا المشكل؟!