قال أكبر جنرال في الشرق الأوسط إن العالم سيواجه حربا عالمية ثالثة إذا لم يجد وسيلة لوقف التشدد الإسلامي وشبّهه بالفاشية في عشرينات القرن الماضي... الجنرال جون أبي زيد رئيس القيادة الأمريكية الوسطى هو حفيد مهاجرين لبنانيين مسيحيين... يتحدث العربية بطلاقة ويقول إنه يحب العالم العربي»... أجداده هاجروا إلى أمريكا عام 1915 من قضاء جزّين جنوب لبنان الذي حولته إسرائىل إلى مرتع لجنودها... عمره 52 سنة... درس في الجامعة الأردنية ويحمل ماجستير في دراسات الشرق أوسطية من هارفارد. عام 2003... في شهر مارس عبّر أبي زيد عن «ثقته بأن العراقيين سيعتبرون القوات الأمريكية محررة وليست غازية». وعام 2006... في شهر نوفمبر عاد وقال «إن العالم تهدده حرب عالمية» في الأوّل كان واثقا بأن الغزو سيكون مجرد نزهة ناعمة للمارينز في العراق وبعد ثلاث سنوات ها هو ينفخ في الصور معلنا قرب القيامة... وهذا يعني أن هناك مشكلة... ليس في العراق وأفغانستان بل في أبي رأس الجنرال ذو الأصول العربية... وهي نفس المشكلة التي مرت إليه بالعدوى من المنظرين الجدد في حربهم على «الإرهاب»... والحال أن هذه الذريعة ليست سوى تعلّة لأن الهدف الحقيقي هو السطو على منابع النفط والسيطرة على السوق لوضع العالم بما في ذلك عمالقته تحت الحذاء. وحتى لانظلم الرجل فقرار الحرب بيد الساسة وليس الجنرالات والجنرالات عادة أقل حماسة للعقلية الحربية لعلمهم بمآسيها... ولكن أبي زيد ذو الأصول العربية مثله كمثل كولن باول ذي الأصول الزنجية ما كانا ليحلما ببلوغ هذه المناصب في بلد «ديمقراطي» لا يرتقي فيه القادمون من الأقليات بسهولة... واحد أعطوه مهمة تسويق كذبة أسلحة الدمار الشامل في العراق في استعراض سخيف في مجلس الأمن... والآخر أعطوه مهمة تنفيذ الأعمال القذرة في الميدان... وعودة إلى تصريح أبي زيد فإن ما يهدد العالم هو الحماقة والحماقة عندما تكون مُشبعة بالظلم تصبح كارثة... غزو العراق حماقة وظلم ودعم إجرام المحتل الإسرائيلي ظلم وحماقة... وهذا ما يفرّخ الحقد والإرهاب... ولو سألنا من تحالف مع المتشددين لتقويض الاتحاد السوفياتي... من درّبهم! من سلّحهم... من أعطى السلطة في العراق للعمائم... ومن أعطى الفقراء أسلحة بدل المدارس والمستشفيات... من سم شارون رجل سلام وحاصر عرفات حتى الموت؟... من يملك فيتو تأييد الظلم...؟