يواجه وزير الدفاع الأمريكي المرشح روبرت غيتس مسألة زيادة العمليات العسكرية السرية في الخارج وخاصة في المنطقة العربية وإيران بما فيها العمليات السرية التي تقوم بها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) التي كان قد تولى إدارتها في مطلع التسعينات من القرن الماضي. وذكرت مجلة نيويوركر في عددها يوم الاثنين أن مثل تلك العمليات العسكرية السرية قد ازدادت بشكل منهجي في الأشهر الستة الماضية، بما فيها عمليات تتم بالتنسيق بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل لدعم جماعة كردية مسلحة تسمى «حزب الحياة الحرة في كردستان» في أنشطتها ضد إيران عبر الحدود العراقية الإيرانية. ونقلت المجلة في تقريرها الذي كتبه الصحفي البارز سيمور هيرش عن مصادر مطلعة في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قولها أن أنشطة الجماعة الكردية تأتي في سياق الجهود التي تبذلها حكومة الرئيس جورج بوش لإيجاد وسائل بديلة للضغط على إيران. ويذكر أن البنتاغون أقام علاقات سرية مع رجال قبائل كردية وآذرية وبلوشية لتعزيز الأنشطة المناهضة لنظام الحكم الإيراني بهدف تقويض سلطته في الأقاليم الواقعة شمال وجنوب إيران. وقالت هذه المصادر إن إسرائيل تزود الجماعة الكردية ب»معدات وتدريب» وايضا تلقت الجماعة الكردية «قائمة أهداف داخل إيران تعتبرها الولاياتالمتحدة مهمة». وفي حال اعتبار هذه الأنشطة ضد إيران التي تدعمها حكومة بوش عمليات عسكرية أكثر منها استخبارية فإنها لا تتطلب أن يقوم البنتاغون بإبلاغ الكونغرس بها. ويذكر أن القانون الأمريكي يطلب من الرئيس الأمريكي أن يأمر بفتح تحقيق رسمي للتأكد من أن أي عملية استخبارية سرية تم تنفيذها كانت ضرورية قبل أن تقوم في إطار التشاور مع الكونغرس بإبلاغ القيادات البارزة في مجلسي الشيوخ والنواب حولها. ونظرا لسيطرة الجمهورييين وهم حزب الرئيس بوش على الكونغرس خلال السنوات الماضية فإن مثل هذا النوع من التشاور قد افتقده الديمقراطيون الذي كانوا في صف الأقلية. وهو الأمر الذي دفع العضو الديمقراطي البارز في لجنة الاعتمادات في مجلس النواب الأمريكي ديفيد أوبي إلى التساؤل في اجتماع مغلق مشترك للجنتي الاعتمادات في مجلسي النواب والشيوخ عقد قبل الانتخابات النصفية حول ما إذا أي من الأعضاء قد أبلغ من قبل حكومة بوش «حول خطتها لنشاط عسكري في إيران» وكان الجواب الذي تلقاه أوبي هو النفي. ومن المنتظر أن يتولى أوبي رئاسة لجنة الاعتمادات في مجلس النواب في دورته التي تبدأ في شهر جانفي المقبل. ويشير هيرش في تقريره بعنوان «العمل التالي» حول إمكانية شن الولاياتالمتحدة هجوما على إيران إلى أن إسرائيل مستندة إلى دعم التيار الأكثر تطرفا في حكومة بوش بمن فيهم المحافظون الجدد ونائب الرئيس الأمريكي ريتشارد تشيني واللوبي اليهودي-الإسرائيلي هي أكثر الأطراف دفعا باتجاه مثل ذلك الهجوم. وكانت الحكومة الإسرائيلية برئاسة إيهود أولمرت قد شكلت فريق عمل لتنسيق كافة المعلومات الاستخبارية المتوفرة حول إيران يقودها الجنرال إليعازر شكيدي قائد سلاح الجو الإسرائيلي ويقدم تقاريره مباشرة إلى أولمرت الذي قام في شهر أكتوبر الماضي بتعيين عضو الكنيست الحالي عن حزل العمل أفرام سينيه في منصب نائب وزير الحرب الإسرائيلي. وقد أكد سينيه على ضرورة العمل لمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية مستبعدا نجاح الجهود الدبلوماسية أو العقوبات الدولية في هذا المجال. كما أن زعيم تكتل الليكود الإسرائيلي المتطرف بنيامين نتينياهو قال في خطاب له أمام مؤتمر للمنظمات اليهودية الأمريكية في لوس أنجيليس الأسبوع الماضي أن «الوقت ما زال قائما» لوقف الإيرانيين. وقال مستشار للبنتاغون مطلع على ما يجري ضد إيران إنه بينما هناك ضغوط إسرائيلية «فإنهم (الإسرائيليون) لن يقوموا باي عمل بشكل منفرد دون ضوء أخضر أمريكي» مضيفا أن مثل هذا الضمان «يأتي من دكان تشيني، إنه تشيني شخصيا الذي يقول: إننا لن نتخلى عنكم، ولكن لا تقوموا بأي عمل بدون الرجوع إلينا». وقال دبلوماسي أوروبي كبير إن الأمر بالنسبة لإسرائيل هي «مسألة حياة أو موت. ولا تريد الولاياتالمتحدة غزو إيران، ولكن إذا شعرت إسرائيل بتزايد قلقها، فقد لا يكون هناك خيار آخر».