لم تكن بداية موسم جني الزيتون وفق ما انتظره أصحاب المعاصر وتجّار الزيت الذين كانوا يأملون في تجاوز الصعوبات التي وقعوا فيها خلال الموسم المنقضي وظلوا يعانون مخلفاتها إلى اليوم. وإذ يؤكد أصحاب المعاصر أن تعهدات البنوك تجاههم لم تجسّم بشكل كامل فإنهم من جهة أخرى يذكرون أنهم لم يستطيعوا إلى حدّ الآن ترويج الكميات المخزونة من الموسم الماضي والتي كانت كلفتها عالية نتيجة التهافت الكبير على شراء الزيتون وتحويله والرغبة في التحول إلى تجار ومصدرين. ويخشى أصحاب المعاصر والتجار من تكرر سيناريو الموسم الفارط حيث يواصل سعر الزيتون في الأسواق اتجاهه نحو الارتفاع إذ أدرك أمس 900 مليم للكلغ بعد أن تراوح خلال الأيام الماضية بين 500 و800 مليم. ويرى أصحاب المعاصر أن تواصل هذا السعر يجعل كلفة إنتاج كلغ من زيت الزيتون لا تقلّ عن 4500 وهو سعر لا يتلاءم لا مع السوق الداخلية ولا مع السوق الخارجية. ويبدو أن البنوك نصحت أصحاب المعاصر عندما منحتهم قروض تمويل الموسم الجديد بأن يعملوا على ألا يتجاوز كلفة إنتاج الكلغ من الزيت دينارين و500 مليم وهو ما يتوجب الا يتجاوز سعر كلغ من الزيتون 400 مليم وفي أقصى الحالات 500 مليم وهو غير وارد حاليا على الأقل. وفي المقابل أوضح عديد أصحاب المعاصر وخاصة في جهة صفاقس أن عمليات العصر الأولى للزيت في بداية الموسم أفرزت نوعية من الزيوت ذات حموضة عالية لم تقلّ عن أربع درجات وهو ما يجعل الكميات صعبة الترويج. ومازال أصحاب المعاصر يجهلون الأسباب الحقيقية لارتفاع درجة الحموضة وما إذا كانت مرتبطة بعوامل مناخية وطبيعية ظرفية أم انها نتيجة أمراض أصابت الزيتون هذا الوضع الذي رافق بداية الموسم والذي تفطن له بعض أصحاب المعاصر الذين بادروا بتحليل الكميات الأولى المعصورة دفعتهم إلى ايقاف عمليات التحويل مبدئيا في انتظار أن تتوضح الصورة.