يلجأ الطب النفسي الى طرق علاجية متعددة لمساعدة مختلف الحالات المرضية. من بين هذه الطرق الارتخاء التحليلي التي تثبت نجاعتها في بعض الدول المتقدمة وفي تونس بدأت هذه الطريقة تجد لها موقعا للعوارض الجسمية تأثير على أحاسيس الفرد ومشاعره ومثل هذه العلاقة تلاحظ منذ الصغر فالرضيع عندما يجوع ويحتاج الى حليب أمّه قد يعبّر عن أحاسيسه بالبكاء أو بأية حركات أخرى تعبر عن غضبه ومن هنا تتأتى (كما يؤكد ذلك الدكتور عطيل بينوس المختص في الطب النفسي) »أهمية التعبيرات الجسمانية لتحسّس طرق العلاج والمختصين في علم النفس التحليلي بمثل هذا الأمر. إننا نلاحظ عودة الاهتمام بالطرق العلاجية البدنية والتي منها الارتخاء التحليلي التي تنطلق من الجسم لمعالجة الاضطرابات النفسانية. نقول هذا لأن العوارض الجسمية موجودة في كل الاضطرابات النفسانية ففي حالات الهيستيريا يصاحبها ارتعاش بالأيدي وفي حالات الكآبة يصاب صاحبها بقلّة الحركة وفي حالات قصوى أخرى فإن بعض الأمراض النفسية تؤدي للإصابة ببعض الأمراض الجسمية كالإصابة بقرحة المعدة مثلا«. وقد تأكدت أهمية هذه الطرق العلاجية التي تتوسل طرق جسمانية تحليلية في مساعدة البعض ممّن يشكون صعوبة في التعبير عن أفكارهم وأحاسيسهم ولكن يقول د. ع. ب »بقي التأكيد أن طريقة العلاج الجسماني هذه تحتاج الى معرفة نظرية عميقة وممارسة تطبيقية كبيرة ومعرفة أي الحالات التي يجب استعمالها فيها«. وتبقى أهم أهداف وغايات هذا الأسلوب من العلاج مساعدة الذين تعترضهم صعوبات تعبير وجعل المريض ينتبه الى آلام جسمه ليعبر أكثر عن أحاسيسه وأفكاره ومشاعره. وعندما تتشكل امكانية التعبير هذه لدى الفرد تصبح نفسيته مهيأة أكثر للعلاج وذاك ما يهدف إليه علم النفس التحليلي. إن هاتين الخطوتين ليستا متضاربتين وإنما تتكاملان«. ثمّة إذن علاقة تكامل وترابط بين الجسم والأفكار ينكشف عبر المداواة بالارتخاء وهو ارتخاء ليس لمجرد الارتخاء وإنما من أجل إيجاد نوع من الروابط بين العوارض والأحاسيس.