ان المتأمل في برنامج الدورة 18 لمهرجان الواحات الجبلية بتمغزة الذي تنظمه المندوبية الجهوية للثقافة بولاية توزر وتنفيذ المؤسسات المحلية بمعتمدية تمغزة وفي مقدمتها بلدية المكان يلاحظ بسهولة نزعة التنوع فيه مع الحفاظ على خصوصية المكان والفضاء الساحر الذي يشهد بجلاله وعظمته كل من زار الواحات والجبال واستمتع بهدوئها في هذه المنطقة التي هي بحق واحة الصحراء ومنفذ لما تتيحه من حلم وتأمل. لقد دأب هذا المهرجان منذ تأسيسه على ان لا يحصر مفهوم الثقافة فيما هو متعارف عليه من انشطة فنية وأدبية بل جعل ذلك جزءا من حراك اجتماعي واقتصادي وفلاحي لا فاصل بينها ولا معنى لهذا بدون علاقته ورابطته المتينة بالآخر. فالفروسية كقيمة حضارية ضاربة في اصالة المنطقة لها معان خاصة وهي تمارس في احتفال شعبي بين الجبل والواحة والتي منها بقية البرامج كمعرض الخيام بالمدينة العتيقة وما يحمل من مظاهر الحياة اليومية اضافة الى عرض للصناعات التقليدية المحلية والمجاورة... كما في المهرجان احتفاء واعتزاز بالعادات والتقاليد بما هي قيم ثقافية لها امتداداتها في الحاضر وذلك عبر اعادة تجسيدها في فضاء لم تنله مظاهر العصرنة الزائفة والذي يجد سندا فنيا جماليا بفضل تجسيدات رجالات المسرح بالجهة وكذلك الشعر الشعبي والفصيح.. وتساهم في اسناد هذا الملتقى الثقافي الحضاري الموشح بالتنوع مجمل مكوّنات المؤسسات وفي مقدمتها وزارة الثقافة والشباب والترفيه ووزارة السياحة والصناعات التقليدية وولاية توزر وبلدية تمغزة... والمؤسسات السياحية المحلية. ولاشك ان الدورة الحالة التي تدوم ثلاثة ايام (202122 مارس 2004) ستؤكد من جديد ان هذا المهرجان قد بلغ النضج المرجو وهو بحاجة الى مزيد الدعم والتشجيع المادي والمعنوي حتى يتمكن من الاطالة في مدته. ويحتوي برنامج المهرجان الذي ينطلق يوم 20 مارس الجاري على العديد من الفقرات الفنية والتنشيطية فضلا عن العديد من المعارض مثل سوق الصناعات التقليدية والمعرض التجاري ومعارض المأكولات الشعبية ومعرض الحياة اليومية واستعراض يجسد حياة اليد وامسية للشعر الشعبي وجولات سياحية على ظهور الاحمرة وعروض للازياء ومسابقة لتسلق النخل ومشاهدة لتأبير النخيل وانتخاب ملكة الجمال... تختتم فعاليات المهرجان يوم 22 مارس بسهرة فنية كبرى بساحة 7 نوفمبر على التاسعة ليلا.