التوكل على الله هو احدى عبادات القلوب اي تمارس بالقلب فقط، وكلمة «التوكّل» مستمدة من احد اسماء الله الحسنى وهو «الوكيل» ولو شئنا تعريف التوكل على الله لقلنا انه تفويض وتسليم امرنا اليه سبحانه وتعالى، والاعتماد عليه في كسب القوت والرزق وحلّ مشاكلنا وفي عديد الامور الحياتية وبالتالي ومادمنا قد اعتمدنا عليه وفوضّنا امرنا اليه فعلينا ان نرضى بما سيفعله بنا وما سيقدّره لنا والله سبحانه وتعالى يدعو عباده في القرآن الكريم الى ان يتوكّلوا عليه حيث يقول: {وعلى الله فتوكّلوا ان كنتم مؤمنين} (المائدة 23) ويقول: {ان الله يحبّ المتوكّلين} (آل عمران 159) ويقول كذلك: {ومن يتوكّل على الله فهو حسبه} (الطلاق 3) ولابدّ من ان نوضّح بأن التوكل على الله يتعارض مع معنى التواكل والكسل، لان البعض من الناس قد يفهم معنى التوكّل خطأ، كالتلميذ الذي لا يراجع دروسه ويكتفي بالدعاء لله حتى يأتي الامتحان سهلا وحتى يساعده الله على النجاح او كالرجل الذي يجلس في المنزل او في المقهى ويكتفي بالصلاة ودعوة الله الى ان يرزقه بعمل جيّد وكالشاب الذي لا يبذل جهدا في البحث عن زوجة صالحة ويعوّل على الله وحده ليرسلها له او كالمريض، الذي لا يذهب للطبيب ولا يأخذ الدواء وينتظر الشفاء، فهؤلاء متواكلون وليسوا متوكلين على الله، لأن التلميذ مطالب بالمراجعة وفعل واجبه ثم يتوكل على الله ليساعده في الامتحان والرجل مطالب بالسعي والتحرّك وطرق ابواب اصحاب الاعمال ويتوكل على الله ليرزقه بعمل الى غير ذلك من الأمثلة، والجزاء الوحيد للتوكل هو الجنّة حيث يقول رسول الله ص : «يدخل الجنة من أمّتي سبعون ألفا من غير حساب» (اي دون ان يحاسبهم الله على افعالهم)، فقال له الصحابة: صفهم لنا يا رسول الله، فقال: «هم الذين لا يسترْقون ولا يتطيّرون (لا يتشاءمون) وعلى ربهم يتوكّلون!».