أحيانا يدير الحظ ظهر المجن للاعب فتطول غيبته عن الملاعب وهو الذي سقاها بعرق مدرار قبل أن تأتي الإصابة لتعيق هذا اللاعب عن مواصلة المسيرة... لكن حين تكون هناك عزيمة من حديد وإرادة صلبة فإنّ الصعب يلين ويقوى اللاعب على التجاوز نحو الأحسن بل تراه يعود برغبة أكبر للتألق والإشعاع وكأنه يبدأ من جديد... ما تقدّم من كلام يحيلنا على متوسط الميدان الحركي للنجم الرياضي الساحلي حكيم البرقي الذي شرع في الإعداد للرجوع من الباب الكبير... على إيقاع هذه العودة وما يرافقها من أحلام وطموحات تحدث حكيم البرقي بقلب مفتوح للشروق في سياق هذا الحوار.... في البداية ماذا عن إصابتك وهل نستطيع أن نقول بأنّك قد نجحت في تجاوز مخلفاتها بصورة نهائية؟ الحمد للّه على كل شيء... ومايصاب به الواحد منا مقدر وحين يكون هناك إيمان عميق بأنّ مثل الذي حدث لي ليس سوى اختبار لعزيمتي أستطيع أن أجزم بأن لا شيء يمنعني من العودة... فقد وجدت العناية والمتابعة من الجميع ولايسعني بهذه المناسبة إلاّ أن أتوجه بجزيل الشكر والامتنان إلى الطاقم الطبي الذي باشر علاجي وجميع أصدقائي وزملائي الذين سألوا عنّي... ومثلما ترى أنا اليوم أتدرّب بصفة عادية مع المجموعة بعد أن استكملت عملية التأهيل البدني ولم أشأ حرق المراحل حتى تكون العودة على قواعد متينة تؤسس إن شاء اللّه إلى ما أصبو لتحقيقه من أحلام مع فريقي النجم الرياضي الساحلي الذي تترقبه التزامات ومواعيد وطنية وقارية من الأهمية بمكان وهو ما يستوجب تجنّد الجميع وتضافر الجهود لتحقيق المراد. تحدثت عن الرهانات... فكيف تفسّر انسحاب النجم الساحلي من تصفيات دوري أبطال العرب؟ صحيح أنّه كا باستطاعتنا أن نمرّ إلى الدور الموالي لكن تلك هي أحكام الكرة لاسيما وأن النتيجة النهائية لمقابلتنا الأخيرة ضد الاسماعيلي المصري كانت تكفينا للترشح لكن الحظّ حرمنا من ذلك رغم أنّنا كنّا قادرين على حسم المسألة لفائدتنا... والمهمّ أنّ النجم الساحلي أكد بأنه أكبر من كل العثرات التي تحدث مع كل الفرق في العالم والتاريخ يحفظ لنا مشاهد لا تمّحي من الذاكرة... فهل نسينا خسارة بيارن ميونيخ الألماني لكأس رابطة الأبطال الأوروبية أمام مانشستر في الثواني الأخيرة عموما الكرة فيها كل شيء والفريق القوي هو الذي يعرف كيف يستلهم من عثراته عنصر دفع للأفضل وهو ماحدث وسيحدث للنجم الساحلي بأن رأينا كيف كان ردّ الفعل في البطولة بانتصار باهر على حساب نادي حمام الأنف في انتظار بقية المشوار الزاخر بالمواعيد التي تستوجب منّا المراهنة على النجاح. الفارق الشاسع نسبيّا الذي بات يفصلكم عن الترجي الرياضي في الترتيب ألا تراه مؤثرا على حظوظكم في المنافسة على البطولة؟ الفارق الذي تتحدث عنه بإمكانه أن يتضاءل في أيّة جولة لاسيما وأنّ الترجي تنقصه مباراة هامّة ضد الملعب التونسي ثمّ إنّ بطولة هذا الموسم أقامت الدليل على وفرة تقلباتها ومن السابق لأوانه أن نتحدث عن «هروب» الترجي الرياضي لأنّ السيناريو الذي عشناه في المواسم الفارطة سوف لن يتكرّر من حيث إمكانية حدوث تغيير في سباق المنافسة على اللّقب في كل جولة وهو أمر ممكن. وجود العديد من اللاعبين في خطتك في النجم الساحلي كيف يجعلك تنظر للمنافسة؟ المنافسة أمر ضروري جدّا في الكرة ومن لا يؤمن بها عليه أن يترك الميدان... ومن طبعي أحبذها وأنظر لها دوما من زاويتها الإيجابية من حيث أنّها مفيدة للاعب وللفريق على حدّ سواء... وحين تكون هناك منافسة نرى مستوى أفضل وتتحقق للفريق أكثر من فائدة ففي فريق من حجم النجم الساحلي وبما لديه من التزامات ورهانات لا بدّ أن يكون هناك حلول بديلة للإطار الفني تسمح له بإيجاد من يعوّض وفي نفس الوقت يحافظ على توازن الفريق. ...معنى هذا أنّك لا تخشى المنافسة؟ إطلاقا لا أخشاها بل أحبذها. كيف رأيت مردود زميلك مروان البكري في أوّل مباراة يلعبها بزي النجم الساحلي؟ مروان لاعب له خبرة كبيرة ونجح منذ أول مقابلة في تأكيد قيمته المضافة وقدّم مردودا جيّدا نال به استحسان الجميع وهو مؤشر إيجابي يحيل على مقدرة البكري على تقديم الإضافة. في زحمة الأسماء التي يعجّ بها وسط ميدان فريقك كيف ترى حظوظك في استعادة موقعك كأساسي؟ سبق وأن قلت لك بأنني أنظر للمنافسة من زاويتها الإيجابية وليس من باب صاحب صنعتك عدوك.. فكلّنا نتكامل ونتبارى ونتسابق من أجل نيل ثقة الإطار الفني وخلاصة الأمر أنّنا جميعا نسعى لإفادة فريقنا وهذا هو المهمّ أما بالنسبة عن حظوظي في استعادة مكانتي فإنّ ثقتي في إمكاناتي وجديتي هما عنصرا الدفع الذي به سأعود إن شاء اللّه من الباب الكبير حتى أثبت بأنني لم أفقد شيئا من مؤهلاتي. ابن فريقك الأمّ محمد الجديدي الذي انطلق مثلك من العريقة قرمبالية الرياضية كيف ترى إضافته للنجم الساحلي؟ محمد الجديدي من خيرة المهاجمين على الساحة في الوقت الحاضر ومعرفتي الكبيرة لإمكاناته لم أستغرب معها ما حققه هذا اللاعب من نجاح ومن ثمّة فإنّ إضافته لهجوم النجم الساحلي بدأت تتجلى للعيان منذ استعادته لسالف مؤهلاته واعتقادي راسخ أنّ الجديدي سيكون من الورقات الرابحة جدّا لما يتميّز به من مستوى فني وبدني رفيع يخوّل له أن يكون جديرا بلقب الصفقة الرابحة. بعد انقضاء أكثر من شهرين على قدوم المدرّب الفرنسي برنار سيموندي ماعساك تقول عن إضافته لكم؟ مدرّب كفء ويعرف جيّدا كيف يتعامل مع المجموعة إضافة إلى تحليه بخصال فنية جيدة تجعله قادرا على إفادة النجم بشكل كبير وهو ما ليس بالغريب عن مدرّب ترك أحسن الانطباعات وأفضلها في تجاربه السابقة إضافة إلى معرفته الدقيقة بأجواء الكرة الإفريقية من خلال نجاحه مع المنتخبين الغيني والبينيني. وطبيعة العمل الجدي الذي يقوم به الجهاز الفني بكل مكوناته وشكل الإحاطة التي توفرها الهيئة المديرة مع ما نأمله من جمهورنا الوفي من دعم سيكون النجم الساحلي دوما على سكة النجاح والتألق. بماذا يمكن أن تعد جمهور النجم الساحلي؟ لن أعد إلا بالبذل والعطاء وبالمردود الجيّد الذي من شأنه أن يفيد الفريق ويعزز طموحاتنا العريضة في شتى المسابقات التي نخوضها ودعوتي للجمهور الذي اعتبره من نقاط قوّة النجم الساحلي أن يقف إلى جانبنا وأن يكون بحق اللاعب رقم 12 الذي نجده سندا معنويا في اللحظات الصعبة قبل الفترات الزاهية ويقيني أنّ فريقنا سائر على الطريق القويم ولا ينشد غير دعم جمهوره الوفيّ.