حُظي قطاع التصدير مؤخرا بإجراء على غاية من الأهمية تمثل في بعث دار المصدّر كإطار لتدعيم نسق اقتحام البضائع التونسية للأسواق الخارجية التقليدية منها والجديدة، وفي واقع الأمر فإن التصدير يشكّل اليوم رهانا من أهم الرهانات التي تقف عليها البلاد بحكم دور هذا القطاع في تنشيط الحركة الاقتصادية ودعم الرصيد المالي من العملة الصعبة وما أضحى يعتري سوق المبادلات التجارية الدولية من صعوبات على ضوء آخر التطبيقات لاتفاقيات الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وفي اطار منظمة التجارة الدولية والمتجهة نحو الالغاء الكلي للرسوم الجمركية.»الشروق» التقت السيد فريد التونسي الرئيس المدير العام لمركز النهوض بالصادرات وبحثت معه جوانب هامة عن واقع وآفاق التصدير التونسي... السيد فريد التونسي قال ل»الشروق» ان المؤشرات المتعلقة بالتصدير مشجعة جدا فبعد ما تحقق من نتائج ايجابية السنة الفارطة وخاصة على مستوى الصناعات الغذائية شهدت الصادرات التونسية نموا ب31% الى حدود شهر مارس 4002 مقارنة بما تحقق في الثلاثة أشهر الاولى من السنة المنقضية مما ساهم في تغطية ما يقارب من 58% من نسبة التغطية وهو ما عده المتحدث أمرا مهما وواعدا.آفاقوأشار ر. م. ع مركز النهوض بالصادرات الى ان آفاق التصدير في حاجة الى متابعة مستمرة فعلى الرغم من الرهان الكبير الموكول حاليا للقطاع الكهربائي والالكتروني الذي كان نموه كبيرا سنة 3002 ما يقارب 02% فإنه يواجه تخوّفا كبيرا في قطاع النسيج والملابس الذي كانت نسبة نموه محتشمة سنة 3002 وعلى اعتبار قرب التفكيك النهائي للاداءات الجمركية بحلول جانفي 5002 موعد انتهاء العمل باتفاقية الألياف المتعددة فقد أبرز السيد فريد التونسي أهمية وضرورة عمل استراتيجي في ما يخص هذا القطاع خاصة وأنه القطاع الاول من حيث المساهمة في التصدير اذ تبلغ حصته ما يقارب 34%. وفي هذا الاطار أفاد المتحدث ان مركز النهوض بالصادرات يقوم حاليا بإنجاز دراسة استراتيجية ميدانية لمنظومة قطاع النسيج والملابس من اجل مساندته في هذه الفترة الحرجة والهامة. وأضاف السيد التونسي الى ان التحرك الخاص بهذا القطاع سيتركّز على 3 مستويات هي : تحيين استراتيجية تصدير هذا القطاع في مدى 3 سنوات. وضع خطة عمل لنفس الفترة الزمنية (3 سنوات). القيام ميدانيا ببرامج اشهارية وترويجية لهذا القطاع داخليا وخارجيا حسب ما ستُفضي اليه الدراسة الاستراتيجية من نتائج ووفق الخطة العملية التي ستكون جاهزة قبل بدء هذه الصائفة. وأشار المتحدث الى ان هذا العمل قد أوكل الى مكتب خبرة عالمي قادر على مواكبة تطورات وخاصيات هذه المنظومة الانتاجية والتصديرية المعقدة وان العمل سيكون قياسيا ومتزامنا في كل مستوياته.سياساتوحول السياسات الجديدة للمركز أكد السيد فريد التونسي ان اتجاها جديدا سيطبع عمل مركز النهوض بالصادرات وسيتميز على وجه الخصوص بتنظيم صالون خدمات تصديرية موجهة خصيصا للسوق الافريقية وقد تمت برمجته ليومي 2 و3 ديسمبر 4002 وقد تأتى هذا الاهتمام بالسوق الافريقية عن نتائج توصلت اليها دراسة أنجزها مؤخرا المركز حول قطاع الخدمات وتصديرها والتي أكدت ضرورة مزيد الاهتمام بهذا القطاع ذي القيمة المضافة والذي تتمتع وسط تونس بكم هائل من الكفاءات والخبرات التي يمكن توظيفها في الاسواق الخارجية وبالاخص الآن السوق الافريقية المفتوحة أمام استثمارات كبرى في ظل الحركية الاقتصادية التي تشهدها واهتمام العالم بأسره بهذه السوق البكر. وأكد ر.م.ع مركز النهوض بالصادرات على ضرورة إحكام استغلال «دار المصدّر» كهيكل جديد للنهوض بالتصدير ولتنشيط الجهاز التصديري التونسي وفي هذا الاطار يقول المتحدث : «لقد حدد المركز محاور استراتيجية هامة سوف تكيّف العمل المستقبلي لدار المصدر تنبني بالاساس على المهنية الضامنة لوجود شراكة فاعلة مع الجهاز التصديري وتكثيف الاعلام التجاري كعمل أولي في النهوض بالتصدير واستعمال تكنولوجيات الاتصال الحديثة لتقديم الخدمات بالسرعة المطلوبة وبالدقة المرجوة مع وضع وسائل اصغاء لطلبات ومسلتزمات المصدّر كمنطلق لانجاز الخدمات للنهوض بالتصدير حيث ستكيّف الخدمات حسب الطلبات وستعتمد المنظومة القطاعية كطريقة لإحكام استراتيجية التصدير واستشراف الطلبات العالمية في تلك القطاعات.موادوألمح المتحدث الى ما تحظى به عدة منتوجات تونسية من حظوظ وافرة في التصدير وخاصة منها المواد الفلاحية على غرار زيت الزيتون والتمور والخمور والسمك وغلال البحر وهي منتوجات مطلوبة على المستوى العالمي بكثافة وهو ما يدعو بحسب كلام المتحدث الى ضرورة ايلاء العملية التصديرية نفسها المزيد من العناية من حيث الجودة والملاءمة مع المواصفات العالمية. وقال السيد التونسي : «تونس لها برامج تأهيل وبرامج بث ثقافة الجودة والتشجيع عليها بتدعيم الادارة والدولة». وفي اطار عمل المصدرين أشار المتحدث الى ان مركز النهوض بالصادرات قد وضع بوابة ديناميكية على شبكة الانترنات كأداة للتقارب مع الأسواق العالمية والحصول على المعلومة التجارية المحينة والدقيقة والمفيدة للمصدّر... وأتى السيد التونسي على ذكر ما يُنجز على المستوى الاداري عبر الشباك التجاري الموحد من وضع لجميع المتدخلين في عملية التصدير في نفس المكان لتسهيل جميع الاجراءات وفضّ كل المشاكل التي قد تقع. وأضاف : «مع العلم ان هذا المكتب سوف يقدم في المستقبل خدمات حينية بعد ان تم ربط كل المتدخلين بخط خاص عبر الانترنات(Fran relay والذي يمكن من الاتصال مباشرة مع الادارات المعنية بالعملية التصديرية ويضم مكتب التدخل السريع، شركة تأمين التجارة الخارجية ووزارة التجارة والديوان والبنك المركزي.. بالاضافة الى ذلك يقدم المركز مساعدات للجهاز التصديري في مستوى الاعلام والدعم المالي عبر صندوق النهوض بالصادرات. وتوقف ر.م.ع مركز النهوض بالصادرات في نهاية حديثه عن أهمية مزيد التفاف كل الأطراف المتدخلة في العملية التصديرية لحسن التأقلم مع المتغيرات الجديدة وضمان مسايرة جيدة للبضائع والمنتوجات التونسية مع متطلبات السوق العالمية.