مقرين هي أقرب المعتمديات المطلة على العاصمة من الناحية الجنوبية، لكن الأحياء الراجعة لها بالنظر ظلت على امتداد السنوات الماضية مهمّشة خاصة على مستوى البنية الأساسية، ونذكر من هذه الأحياء، حي شاكر، وهو أكبر الأحياء بالجهة الذي عانى من الأوساخ المتراكمة، ورداءة الطرقات والأنهج والأرصفة مما جعل المنطقة من أهم مصادر الناموس والتلوث، وهي الى كل هذا عرضة للفيضانات عند نزول الأمطار. كان ذلك هو الوضع بصورته القاتمة وكان الناس في السر والعلانية بين الأحلام وهمس الكلام يرجون تدخلا ينقذهم مما هم فيه... دعوات أشبه ما تكون باستسقاء الضاميء بعد جفاف وبينما الأذرع ما تزال تستجلب الدعاء حتى هبت رياح التغيير في يوم خريفي من أيام أكتوبر الماضي لتقتلع المجلس البلدي برمته لضعف الأداء. وها أن صفحة أخرى فتحت بالجهة لم نقرأ فيها سطرا واحدا بل شاهدنا ونشاهد فيها حضائر الأشغال التي تمشّط المنطقة تعبيدا وترصيفا ولم يستثن البرنامج شارعا أو نهجا، كما لمسنا في الصفحة الجديدة تحسنا ملحوظا في رفع الفضلات المنزلية بالليل والنهار... ولعل السؤال الملح هنا هو : ما الذي جعل مقرين تتحول الى ما يشبه خلية النحل المتعطشة لرحيق الورد في ربيع خصب؟ سؤال طرحته على السيد عبد القادر عيدودي (أحد المسؤولين عن النظافة بالجهة) الذي التقيته «متلبسا» بواجبه الميداني فأجابني بما لم يترك عندي مجالا لاستفهام آخر، حين قال : إن السر يكمن في الاقلاع نهائيا عن ادمان راحة المكاتب ورفاهتها وهو لعمري شعار نحرص في المجلس البلدي النيابي على تطبيقه بأمر السيد الوالي واشراف السيد المعتمد. فشكرا لمن يتعرق لأجل الصالح العام.